300 قتيل وجريح في سلسلة هجمات استهدفت 17 مدينة عراقية
يومٌ وصفَ بأنه الاعنف والاكثرُ دمويةً في العراق هذا العام، 17 هجوماً ضربت في اوقات متقاربة اليوم ثماني محافظات وأوقعت 300 قتيلٍ وجريح.
في العاصمةِ بغداد قتلَ وأصيبَ 20 شخصاً في انفجارِ سيارتين مفخختين في المنصور والتاجي، أما مدنُ الجنوبِ فشهِدت الكوت هجوماً مزدوجاً اوقعَ 100 قتيلٍ وجريح، والنجف هي الأخرى شهِدت تفجيرين مزدوجين استهدفا مركزاً أمنياً راحَ ضحيتَه 67 قتيلاً وجريحاً، أما كربلاء والحلة في الجنوب أيضاً فقد نالتا نصيبَهُما من الهجمات.
وتعرضت مدنُ كركوك وبعقوبة وتكريت شمالَ بغداد هي الأخرى لهجماتٍ وتفجيراتٍ رُغمَ حالةِ الاستنفار الامني التي تعيشُها هذه المناطق.
وأكدت مصادرُ أمنيةٌ أن هذه العملياتِ تحملُ بَصماتِ القاعدة.. وحمّل رئيسُ البرلمان اسامة النجيفي القواتِ الامنيةَ المسؤوليةَ، بينما اتهم نوابٌ عن التحالفِ الوطني تنظيمَ القاعدة والبعثيين بالوقوفِ وراءَ هذه التفجيرات.
وعقب الهجمات تم فرض حظر التجول في العديد من المدن والمناطق عقب تلك الاعتداءات الدامية.
وقال مدير مستشفى الكرامة في جنوب مدينة الكوت جبار الياسري إن "عدد ضحايا الانفجارين بلغ 34 قتيلا و64 جريحا".
وكان الطبيب علي حسين الذي يعمل في مستشفى الزهراء في الكوت قال في وقت سابق "تلقينا جثث 33 شخصا بينهم نساء وأطفال وعالجنا 52 مصابا".
وأعلن مصدر أمني أن القتلى والجرحى سقطوا "في انفجار عبوة ناسفة ثم سيارة مفخخة في ساحة العامل وسط مدينة الكوت" (160 كلم جنوب شرق بغداد).
وذكر المصدر الأمني أن "المكان كان مزدحما لحظة وقوع الانفجارين".
وطوقت قوات من الجيش والشرطة بشكل كامل موقع الحادث، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس في المكان.
ويأتي هذا الهجوم بعد حوالي عام من تفجير مماثل في أغسطس/ آب 2010 وفي المكان نفسه قتل فيه 33 شخصا أيضا وأصيب حوالي 80 بجروح.
وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن "ثلاثة عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا فيما أصيب سبعة آخرون في هجوم انتحاري داخل دائرة مكافحة الإرهاب في مجمع القصور الرئاسية وسط المدينة".
وأوضح المصدر أن "الانتحاريين دخلا بزي للشرطة قبل أن يقتل عناصر الأمن الانتحاري الأول، فيما نجح الثاني بالوصول الى مقر دائرة مكافحة الإرهاب وتفجير نفسه".
وفي يوليو/تموز قتل 12 عراقيا وأصيب 31 بجروح في هجومين متزامنين أحدهما بحزام ناسف والآخر بسيارة مفخخة استهدفا مصرفا في مدينة تكريت.
وفي يونيو/حزيران قتل 36 شخصا في تكريت (160 كلم شمال بغداد) في هجمات استهدفت عناصر من الشرطة والجيش بشكل خاص.
وكانت مجموعة مسلحة هاجمت في 29 آذار/مارس الماضي مقر المحافظة في تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، واعتصمت فيه لبعض الوقت قبل أن يتم القضاء عليها، ما أدى الى مقتل 58 شخصا.
وتعد محافظة صلاح الدين من المناطق المتوترة في العراق.
مقتل 4 جنود
وقتل 4 جنود عراقيين في هجوم بأسلحة مزودة بكواتم للصوت استهدف نقطة تفتيش في منطقة جرف الملح وسط بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، بحسب ما أفاد مصدر في قيادة عمليات بعقوبة.
وأضاف المصدر أن سيارة مفخخة انفجرت أيضا في ناحية الوجيدية شرق بعقوبة ما أدى الى إصابة 12 بجروح.
وذكر أيضا أن عبوة ناسفة انفجرت في ناحية العظيم في شمال المدينة ما أدى الى إصابة شخصين بجروح، مشيرا الى أنه جرى إخلاء مبنى المحافظة في وسط المدينة بعد معلومات عن إمكانية استهدافه بصواريخ.
وأعلن اللواء عبد الكريم مصطفى قائد شرطة النجف (150 كلم جنوب بغداد) "انفجار سيارة مفخخة حوالي الثامنة والنصف صباحا (05,30 ت غ) قرب مديرية شرطة الطرق الخارجية في شمال المدينة".
وقال إنه إثر الانفجار "حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام المقر ذاته لكن سيارته انفجرت عند الحاجز الأمني".
وأكد مصدر طبي في مستشفى الحكيم وسط المدينة "تلقي جثتين و17 جريحاً أغلبهم من عناصر الشرطة".
وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدني وأصيب 14 بجروح في انفجار دراجة هوائية قرب موقع لمركبات النقل عند مدخل سوق دوميز جنوب المدينة وانفجار سيارة مفخخة في شارع سوق تسعين وسط المدينة، بحسب ما قال مصدر أمني.
وتأتي هذه الهجمات بعدما فوضت الكتل السياسية العراقية الحكومة في بداية أغسطس لبدء محادثات مع واشنطن تهدف الى بحث مسألة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد نهاية العام الحالي.
ولا يزال الجيش الأمريكي ينشر حوالي 47 ألفا من جنوده في العراق، علما أنه يتوجب على هؤلاء أن ينسحبوا بالكامل من البلاد نهاية 2011 وفقا لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن.