انتهاء الاقتراع على التعديلات الدستورية في مصر وبدء فرز الأصوات
اعلن التلفزيون المصري الرسمي مساء السبت 19-3-2011 اغلاق مكاتب الاقتراع في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وبدء فرز الاصوات في هذا الاستفتاء الذي شهد اقبالا غير مسبوق في مصر منذ عقود.
من جانبه، قال محمد أحمد عطية رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة ردا على واقعة الإعتداء على رئيس جبهة التغيير محمد البرادعي ومدى تأمين اللجان حرصا على حياة المواطنين "لم تبلغ اللجنة القضائية العليا بأي واقعة إعتداء على البرادعي أو غيره ، وإن كانت تلك الواقعة قد حدثت ، فقد حدثت خارج اللجنة ونحن مختصين فقط بتأمين اللجنة داخليا والحفاظ على صناديق الإقتراع ، أما خارج اللجنة فهناك تأمين من قبل قوات الجيش والشرطة والتي يبلغ قوامها 28 ألف جندي و8 آلاف ضابط ".
وأشار رئيس اللجنة القضائية العليا في حديثه إلى أنه لأول مرة في تاريخ حياته ينزل إلى صناديق الإقتراع ويدلي بصوته ، وقال "طوال حياتي لم أدل بصوتي في أي انتخابات أو حتى الإستفتاء على التعديلات الدستورية التي تمت في 2007 لم أذهب وأدلي بصوتي ، لأنني وجميع المواطنين نعلم النتيجة مسبقا ونعلم إلى أن الأصوات تزور ، أما في إستفتاء 2011 فهو إستفتاء الثورة التي حررت مصر من التزوير وأشياء أخرى ، لهذا أدليت بصوتي لأول مرة ".
وحول أسباب إعتذار بعض القضاة عن ممارسة مهام عملهم في بعض اللجان قبل ساعات من ميعاد الإستفتاء وعددهم؟أجاب "نحن سنحقق مع هؤلاء القضاة وسيتم محاسبتهم على الإهمال في أداء واجبهم وعملهم ، ولكن المهم أننا تلافينا قصور هؤلاء القضاة بالدفع بقضاة آخرين على وجه السرعة بديلا عنهم ، أما أسباب إعتذار هؤلاء القضاة فهي محل تحقيق الآن ، ولكن أود أن أؤكد أن جميع اللجان أصبح فيها قضاة الآن من خلال مساعدة القوات المسلحة التي نقلت بطائراتها هؤلاء القضاة ليحلوا محل القضاة المعتذرين ".
وحول عدم كفاية بطاقات إبداء الرأي والحبر الفوسفوري في بعض اللجان بما قد يؤخذ على اللجنة القضائية من شبهات حول عملية الإستفتاء؟ قال المستشار محمد عطية "تم بالتنسيق مع الإدارة العامة للإنتخابات بوزارة الداخلية زيادة أعداد بطاقات الرأي ب500 ألف بطاقة لجميع اللجان الفرعية بمحافظة القاهرة و100 ألف بطاقة رأي لجميع اللجان الفرعية بمحافظة حلوان لسد أي عجز في البطاقات ، ونحن نؤكد أنه لا يوجد أي شبهة تسوء اللجنة القضائية العليا أو اللجان الفرعية ومن المستحيل أن يعبث أحد بأصوات المصريين بعد ثورة 25 يناير ، فهناك أكثر من ملمح يؤكد إستحالة عمليات التسويد أو التزوير كما يدعي البعض ، فهناك قاض على كل لجنة وهناك الرقم القومي والحبر الفوسفوري الذي لم يخرج من إصبعي طوال اليوم وهناك عقوبات رادعة لمن يدلي بصوته بأكثر من مرة ومن السهل جدا معرفة من يفعل ذلك بعد عمليات الفرز ".
وعن ميعاد نشر النتائج قال رئيس اللجنة القضائية العليا "يصعب اليوم أو حتى غدا تحديد موعد إعلان النتائج ، حيث لم تبدأ بعد عمليات الفرز في أي لجنة فرعية على مستوى محافظات مصر ، كما أنه ونحن أمام إقبال كثيف من هذا النوع فإن عملية الفرز وإعلان النتائج قد يأخذ ما بين يومين إلى ثلاثة أيام ".
البرادعي ينتقد
وكان محمد البرادعي انتقد طريقة تنظيم الاستفتاء في مصر، لا سيما غياب الأمن والتنسيق، وذلك بعد أن اعتدى عليه مواطنون أمام مدرسة الشيماء بالمقطم بالطوب والحجارة أثناء وصوله للجنة للإدلاء بصوته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مما دفع البرادعي إلى الإسراع في المغادره قبل الإدلاء بصوته.
وبعد أن انصرف تجمهر مواطنون منهم من يعارضه ومنهم من يؤيده مما أدى إلى بعض المشادات الكلامية الحادة، وعلى الرغم من أن الخلاف لم يتطور إلى تشابك بالأيدى بين الطرفين، إلا أن القوات المسلحة تدخلت لفض الجانبين وتهدئتهما وفض التجمعات أمام اللجنة.
من جانب آخر، شهدت مدن القناة في مصر (السويس، الإسماعيلية، بورسعيد) تزاوجاً نادراً بين جماعة الإخوان والجماعة السلفية لتأييد التعديلات الدستورية، حيث شهدت لجان المحافظات الثلاث الواقعة في شرق مصر إقبالاً حاشداً من الإسلاميين لتأيد التعديلات.
واحتشد الآلاف من أبناء الجماعتين منذ الصباح الباكر على مراكز الاستفتاء، كما حثوا المصلين عقب صلاة الظهر على الإدلاء بأصواتهم وترجيح كفة "نعم" على التعديلات الدستورية تحت مبرر أنها الخطوة الأفضل حالياً لإنقاذ مصر من الفراغ الذي يراد لها.
وأكد أنصار التيار السلفي أنه على الرغم من خلافهم مع الإخوان في أسلوب الدعوة وطريقة الإصلاح، إلا أن هدف كلاً منهما واحد، وأن "نعم" ما هي إلا خطوة من خطوات الإصلاح السياسي والمجتمعي في مصر بشكل عام.
وأكد الشباب تأثرهم بخطبة الشيخ محمد حسان التي ألقاها في خطبة الجمعة أمس، والتي نوه خلالها اعتزامه التصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية كي يعود الاستقرار.
كما أكد شباب الإخوان أن الخطوة الأكثر أهمية من الاستفتاء ذاته هي فترة ما بعد إعلان نتيجة الاستفتاء، والمتوقع أن تشهد اختباراً حقيقياً للديمقراطية التي نادى بها الشعب في ميدان التحرير بالقاهرة وعدد من محافظات مصر منذ ثورة 25 يناير.
أمنياً، لم تشهد مدن القناة حتى الآن أي تجاوزات من قبل المواطنين أو رجال الشرطة والقوات المسلحة، وتسير عملية الاقتراع بشكل سلس منذ الصباح الباكر، ويزداد أعداد المواطنين المقبلين على الاستفتاء بصورة تدريجية من بعد ظهر اليوم.
اشادة من جمعة وشنودة
من جهته، قال د. علي جمعة مفتي مصر عقب الإدلاء بصوته لـ"العربية نت": "أن مصر تشهد حالياً مرحلة فارقة في تاريخها، حيث يختار شعبها تحديد مصيره الدستوري سواء بالموافقة على التعديلات التي أجرتها لجنة التعديلات الدستورية أو بالرفض، وفي الحالتين يعد الأمر بمثابة الانتقال من حالة العزوف عن المشاركة السياسية في الماضي إلى المساهمة الفاعلة، بما يمثل نجاحاً لمصرنا الحبيبة وشعبها العظيم".
وأضاف "اليوم ونحن نقف على أعتاب تلك المرحلة الفارقة نقول إرفع رأسك فوق أنت مصري، هذه خطوة مهمة ونحن في بداية الطريق ونحتاج إلى الكثير خلال المرحلة المقبلة لنجتاز ما حمله الماضي من عراقيل ويأس يحتاجان إلي جهد قوي من الجميع لعودة ثقافة الأمل والتفاؤل بالمستقبل".
وقال البابا شنودة خلال الإدلاء بصوته "اليوم هو عيد قومي لنا جميعاً، لأنه يوم للديمقراطية الحقيقية ونجاح للثورة التي نحتفل بها". وأضاف "إن مصر ستشهد أزهى عصور الديمقراطية، ويؤكد ذلك أنه لأول مرة تتكدس هذه الأعداد من المصريين للإدلاء بأصواتهم".