وزير الإعلام السابق يعلن مسؤوليته عن تغطية التلفزيون
مشادة ساخنة بين محمود سعد وأنس الفقي
شهدت ساحة الإعلام المصري مشادة ساخنة على الهواء مباشرة حول تغطية الإعلام المصري لأحداث ثورة 25 يناير. ونشب التلاسن بين الإعلامي المصري محمود سعد، الذي رفض العمل خلال الثورة احتجاجا على أسلوب التغطية، ووزير الإعلام السابق أنس الفقي، الذي قام بمداخلة تليفونية، أثناء برنامج "مصر النهاردة" الذي استضاف خلاله سعد يوم الأربعاء الماضي، على الهواء مباشرة، رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري عبد اللطيف المناوي، نقلا عن تقرير لقناة "العربية" الجمعة
18-2-2011.
المناوي يتحدث عن ضغوط هائلة
وتعرض الإعلام المصري لانتقادات بالغة على تغطية إعلامية تجاهلت الثورة المصرية وعمدت إلى تشويهها، ثم تحولت بعد نجاح الثورة إلى تأييدها والثناء عليها.
وواجه سعد خلال الحلقة، المناوي، باتهامات تركزت على "الكذب وتزييف الحقائق ومحاولة ترويع المواطنين ووصم الثورة والثوار". ورد المناوي مؤكدا أن "التلفزيون تعرض لضغوط هائلة خلال الثورة من كافة القوى في ظل تحول معظم مؤسسات الدولة إلى مرحلة السيولة".
وقال المناوي إنه لن يستطيع حاليا الكشف عن أسرار هذه المرحلة مؤكدا أنه "بذل قدر استطاعته لاستمرار التلفزيون المصري في التغطية في ظل ضغوط هائلة".
واكد أنه "يتحمل المسؤولية الكاملة عن كافة الأخطاء التي ارتكبها التلفزيون المصري خلال هذه الفترة".
ونفى أن يكون التلفزيون المصري الرسمي قد عمد إلى الكذب واختلاق الحقائق، مؤكدا أن "التقارير التي كانت تتحدث عن وجود عصابات تقوم بالنهب بعد انسحاب الشرطة من الشوارع كان مصدرها من المواطنين، وهي بلاغات حقيقية لا تزال أرقامها موجودة في ملفات التلفزيون".
ورد سعد بأنه لو كان في مكانه "ما قام بترويع المواطنين بل بإبلاغ الجهات المسؤولة بهذه المعلومات للتعامل معها".
أنس الفقي يهاجم محمود سعد: تتقاضى 9 ملايين جنيه مصري
وبلغت الإثارة ذروتها مع مداخلة هاتفية من وزير الإعلام السابق أنس الفقي، الذي شن هجوما شديدا على سعد، ووصفه بأنه "يتصنع البطولة"، ويظهر كبطل على أكتاف شباب ثورة 25 يناير.
وأكد الفقي أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن أداء التلفزيون المصري خلال الثورة، وأنه سيكشف الحقائق يوما ما مع "مذيع ينتمي إلى التلفزيون المصري".
وقال الفقي موجها حديثه لسعد بلهجة صارمة "التلفزيون اللي انته بتتبرأ منه ده يا محمود.. هو اللي بيديك 9 مليون جنيه في مرتب سنوي، وكنت تطمح إلى 15 مليونا.. وإن شاء الله توصلهم".
وأشار الوزير إلى أن سعد طلب منه أكثر من مرة أن يجعله "يجري حوارا مع مبارك أو نجله جمال"، مؤكدا "أنه يستطيع أن يقربهما من الشعب".
ولكن سعد نفى ما ردده الوزير، وقاطعه قائلا: "إن الأمر لم يكن يعنيه، وإن الفقي هو الذي أخبر جمال مبارك بأنه لو أراد أن يتقرب للناس في حوار إعلامي، فالأفضل له أن يكون مع محمود سعد، أما مبلغ الـ9 ملايين جنيه، فهذا حقي لأن برنامجي بيكسب من الإعلانات".
وقال سعد إن "الحوار مع الرئيس لا يصنع مذيعا ناجحا، وأن كثيرين أجروا حوارات مماثلة ولم ينجحوا".
التلاسن يبلغ ذروته
وخاطب الفقي سعد "أنت كنت نايم في بيتك بالبيجامة في الوقت اللي إحنا كنا نايمين داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، ماسكين طبنجات نحمي بها أنفسنا، وأضاف مخاطبا سعد: "أنت لم تشارك في الثورة، أبطال الثورة هم اللي كانوا في ميدان التحرير مش في بيوتهم". ورد سعد على الوزير السابق قائلا: "كنتوا قاعدين تطبخوا الكذب الإعلامي".
وكان آخر ما قاله الفقي لسعد "الفرق بيني و بينك أني أقسمت على الولاء لصالح مبنى التلفزيون، الذي أعمل به، أما أنت يا محمود فلم تقسم، وأغلق الوزير السابق الهاتف دون السماح لسعد بالرد، في حين برر الأخير صمته بأنه "لن يرد على الوزير؛ لأن أعصابه تعبانه".
وعلق الباحث السياسي عمرو حمزاوي على المشادة لبرنامج "نهاية الأسبوع" على شاشة العربية اليوم الجمعة قائلا: "إننا نأمل ألا تتحول مرحلة ما بعد الثورة، إلى تصفية حسابات، وإن أي عملية من هذا النوع يجب أن تكون وفقا لمقتضيات القانون"، مطالبا بفتح صفحة جديدة بين كافة القوى والتيارات في مصر.
وأكد حمزاوي أن أداء الإعلام المصري الرسمي خلال الثورة "لن يكون بالطبع محل تحقيق قضائي، ولكن الذين شاركوا في الكذب وتزييف الحقائق لن يكون لهم موقع في مصر ما بعد الثورة".