الفقي يتعهد بأعادة النظر في القنوات الدينية المتطرفة

الفقي يتعهد بأعادة النظر في القنوات الدينية المتطرفة
بعد أن أثارت تصريحات رجال الدين مسلمون ومسيحيون جدلا حادا في الآونة الاخيرة، صرح وزير الإعلام أنس الفقي، الاثنين بأنه أصدر تعليماته بإعادة مراجعة القنوات التلفزيونية التي تبث على القمر المصري "نايل سات" للتأكد من عدم بث مواد ذات طبيعة دينية متطرفة أو تدعو إلى الطائفية أو العنف.

كما سيتم مراجعة تعاقدات القنوات التليفزيونية مع إدارة المنطقة الإعلامية الحرة ومع إدارة النايل سات وإلتزامها ببنود التعاقد.

وذكر الفقي أن القنوات ملزمة بحسب تعاقداتها بعدم بث مواد ذات طبيعة دينية متطرفة أو تدعو إلى الطائفية أو العنف وكذا مراجعة محتوى بعض هذه القنوات ومدى اتفاقه أو تعارضه مع مواثيق الشرف الإعلامي.

كان المفكر الاسلامي محمد سليم العوا الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد ذكر في تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية أن الكنائس المصرية "مخازن للأسلحة"، مما أثار سخط الكنيسة الارثوذكسية، التي رد زعيمها البابا شنودة الثالث بالقول "ربنا يسامحهم".

ثم تواصلت حالة التوتر مع تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة الارثوذكسية الأنبا "بيشوي" سكرتير المجمع المقدس الذي أشار الى أن بعض آيات القرآن الكريم بحاجة للمراجعة، مضيفا أن "المسلمين مجرد ضيوف عليهم (الأقباط في مصر)"، وهي التصريحات التي استدعت ردا رسميا من الازهر الشريف، اكبر مؤسسة دينية في العالم السني، والذي أعرب عن صدمته منها.

ويرى مراقبون أن مراجعة الحكومة للقنوات التي تبث عبر "نايل سات"، يمثل فرصة للتضييق على برامج ناقدة للحكومة المصرية.

وأكد الفقي، في بيانه الاثنين، انه لن يسمح بوجود أي تجاوزات على قنوات التلفزيون المصري أو القنوات التي يبثها القمر المصري"نايل سات"، داعيا وسائل الاعلام للابتعاد عن "الإثارة والفتنة".

كما ناشد وزير الإعلام، المسؤولين عن القنوات الفضائية المصرية والعربية، الابتعاد عن إثارة القضايا العقائدية والخلافية على شاشات التليفزيون، لأنه لا طائل من وراء ذلك سوى إثارة الفتنة وتأجيج النار وإشعال الخلاف بين أطراف الوطن الواحد حيث تخسر كل الأطراف .

ودعا الفقي المسؤولين عن الإعلام المرئي والمسموع العام والخاص في مصر إلى ضرورة الابتعاد عن الإثارة والفتنة وتجنب إثارة قضايا فرعية خلافية، والاتجاه نحو ما ينفع الناس والوطن في موضوعات المناقشة.

وأكد وزير الاعلام رفضه الكامل مناقشة العقائد الدينية على وسائل الإعلام المرئية والسمعية، مشيرا إلى أن مثل هذه المناقشات الفقهية والفلسفية مكانها مجمعات البحوث الدينية وكليات اللاهوت وقاعات البحث والدراسة وليس القنوات التليفزيونية.

وشدد أنس الفقي على أنه "لن يسمح بوجود أي تجاوزات على قنوات التليفزيون المصري أو القنوات التي يبثها القمر المصري "نايل سات" والتأكد من التزام هذه القنوات بميثاق الشرف الإعلامي"، كما ذكر فى بيانه.