سوريا تتنفس هواء الفيس بوك لأول مرة منذ 2007
مسؤول في الخارجية الأمريكية سارع للترحيب بالقرار
رفعت سوريا الحظر الذي كان مفروضاً على دخول مواقع على الإنترنت مثل موقع الفيديو "يوتيوب" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في خطوة سارع مسؤول في الخارجية الأمريكية الى الترحيب بها، الأربعاء 9-2-2011.
وتمكن مستخدمو الإنترنت في سوريا لأول مرة منذ عام 2007 من الدخول مباشرة الى موقع الفيديو "يوتيوب" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المحجوبين تدريجياً من دون اللجوء الى استخدام الخوادم البديلة العاملة خارج البلاد (بروكسي) التي اعتادوا استخدامها للالتفاف على هذا الحجب.
ترحيب أمريكي بالقرار
وفي واشنطن، سارع أحد مساعدي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى الترحيب بهذه الخطوة، وقال اليك روس في رسالة على موقع تويتر "نرحب بالخطوة الإيجابية المتعلقة بفيسبوك ويوتيوب في سوريا" إلا أنه أعرب عن مخاوفه من أن "يتسبب ذلك بمخاطر على المستخدمين في غياب حرية التعبير".
ولم تصدر السلطات أية بيانات بشأن ذلك، إلا أن رائد أعمال في التكنولوجيا والإعلام والناشط الاجتماعي عبد السلام هيكل أكد لوكالة فرانس برس أن طلب رفع الحجب "وصل الى مزودي الخدمة في سوريا".
رغبة حكومية في تعزيز الثقة
وأشار هيكل إلى ضرورة انتظار "الوقت اللازم لرفع الحجب سواء من ناحية الإجراءات الإدارية أو التقنية لكل مزود "بشكل كامل حيث كانت بعض المواقع محجوبة لدى بعض مزودي هذه الخدمة بينما كان مرفوعا لدى الأخريات، معتبرا إلغاء حجب مواقع التواصل الاجتماعي "خطوة جيدة جدا وتعبر عن رغبة الحكومة في تعزيز الثقة مع المواطنين" لافتا الى أنها "تأتي في وقت تدخل فيه المنطقة مرحلة جديدة تتطلب مزيدا من الجهود لإشراك الشباب وإشعارهم بالثقة المتبادلة وبالاحترام".
وتأتي عملية رفع الحجب بعد عدة حملات قامت بها مجموعات على الفيسبوك ردا على حملة لمجموعة لم تكشف عن هويتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعت الى "يوم غضب" بعد صلاة الجمعة 4 شباط/ فبراير في كافة المدن السورية" أسوة بما يحدث في مصر وتونس.
دعوة لثورة لم تجد استجابة
وقال "بيان الثورة السورية ليوم الغضب" على الموقع المحجوب في سوريا "بعد صلاة الجمعة في الرابع من شباط/ فبراير هو أول أيام الغضب للشعب السوري الأبي"، كما دعت مجموعة أخرى على نفس الموقع الى "وقفة تضامنية سلمية" مع كل من يعاني من "النهب المنظم والاحتكار" لشركتي الهاتف النقال العاملتين في سوريا "سيرياتيل" و"إم تي إن" الخميس 3 شباط/رفبراير، لكن لم يستجب السوريون لهذه الدعوات.
وأشار هيكل الى ان "مستخدمي فيسبوك من السوريين تصرفوا بمسؤولية تجاه ما وردهم للاحتجاج والتظاهر وعدم استجابتهم لتلك الدعوات مما ثبت فكرة أن الحجب ليس مطلوبا وإن كان مطلوبا فالالتفاف عليه سهل"، مؤكدا أن استمرار قرار رفع الحجب وعدم تعديله سينعكس إيجابا على "تطور اأمال الشباب التي ينشؤونها اعتمادا على الانترنت"، مبينا أن هناك دراسات تفيد "بأن حرية الانترنت لها انعكاس على التطور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
حضور غير معتاد للأمن بلباس مدني
وشهدت العاصمة السورية حركة طبيعية في الساحات العامة والأحياء السكنية والأسواق الشعبية إلا أن حضورا أكثر من المعتاد لعناصر من الأمن باللباس المدني سجل على مفارق الطرق الرئيسية، فيما تلقى بعض مشتركي الهاتف الخليوي رسائل نصية تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، ردا على دعوات الثورة، ومنها "الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها ونحن نحرق العالم ليبقى قائدنا".
ونقلت صحيفة الوطن السورية الصادرة الأربعاء عن محللين أن قرار رفع الحجب يعبر "عن ثقة الحكومة والدولة في أدائها وعدم خشيتها من أي تهديد قد يأتي من خلال هذين الموقعين وغيرهما"، يشار الى أن الحجب ما يزال مستمرا على بعض المواقع كبعض الصحف الأجنبية والعربية بالإضافة الى موقع ويكيبيديا العربية وبعض المدونات.