موجة جديدة من التفجيرات تجتاح العراق
ارتفعت حصيلة ضحايا سلسلة التفجيرات المتزامنة التي هزت أحياء في بغداد، معظم سكانها من الشيعة، الثلاثاء 2-11-2010؛ إلى 84 قتيلاً على الأقل وإصابة 380 آخرين. وقال وزير الصحة العراقي إن 80% من الجرحى غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج.
وتأتي هذه التفجيرات المتزامنة بعد يومين من قيام متشددين من القاعدة بهجوم دامٍ، عندما احتجزوا رهائن في كنيسة.
ووقعت التفجيرات بعد ساعات من قداس أقيم لبعض الرهائن الذين قتلوا بين الضحايا البالغ عددهم 52 من المصلين وأفراد الشرطة، في الهجوم على كنيسة يوم الأحد، بينما تعهدت الحكومة العراقية بتشديد الأمن على الأقلية المسيحية في العراق.
وما زال العراق في حالة من التيه السياسي بعد نحو ثمانية أشهر من انتخابات غير حاسمة، مما أثار مخاوف من أن جماعات مسلحة قد تستغل التوترات وتحاول إشعال حرب طائفية من جديد.
واستهدف أحد أكبر التفجيرات فيما يبدو مطاعم ومقاهي في حي مدينة الصدر الشيعي.
وجاءت أحدث سلسلة من الهجمات بعد شهرين من انتهاء العمليات القتالية الأمريكية رسمياً في العراق بعد سبع سنوات ونصف السنة من الغزو، وتولي قوات الأمن العراقية المسؤولية الرئيسية لحماية المواطنين.
والهجوم الذي وقع يوم الأحد كان الأسوأ ضد المسيحيين منذ عام 2003، وزرع الخوف في قلوب العديد من المسيحيين العراقيين الذين قاوموا حتى الآن الرغبة الملحة للفرار من بلدهم الذي تمزقه الحرب.
وقال الأسقف متى شعبا معتوق، رئيس أبرشية الكنيسة الآشورية في بغداد، في القداس الذي أقيم اليوم متسائلاً "لماذا لا يقولون لهم بصراحة إنهم يهدفون إلى إخلاء البلاد من المسيحيين؟ وأضاف "إن العراق بلدهم وإنهم سيتمسكون به"، ومضى قائلاً "إن استهداف أشخاص يؤدون الصلاة هو عمل همجي تماماً".
وكانت إجراءات الأمن شديدة حول كنيسة سان جوزيف الكلدانية، حيث أقيم القداس ووضع 14 نعشاً لف بالعلم العراقي في صف بالقرب من المنصة الرئيسية وسمع صوت البكاء في أرجاء الكنيسة أثناء القداس.
وقال وزير الدفاع عبد القادر جاسم إن السلطات أمرت باعتقال قائد الشرطة المسؤول عن المنطقة التي وقع فيها الهجوم لاستجوابه، وهو إجراء معتاد بعد وقوع هجمات كبيرة، وتعهد جاسم بتشديد الأمن لمسيحيي العراق.
وأضاف أن المسيحيين هم أهلهم وأن الواجب هو حمايتهم، ولا يمكن تخيل حجم الأسف على ما حدث.
وكان مسلحون مرتبطون بتنظيم عراقي منبثق عن القاعدة احتجزوا رهائن في كنيسة سيدة النجاة أثناء قداس الأحد، وطالبوا بالإفراج عن نساء قالوا إنهن اعتنقن الإسلام، لكن الكنيسة القبطية في مصر تحتجزهن. وقالت تقارير سابقة إنهم سعوا أيضاً إلى الإفراج عن سجناء للقاعدة في العراق ومصر.
وانتهى الهجوم الذي استمر عدة ساعات عندما داهمت قوات الأمن الكنيسة لتحرير أكثر من 100 كاثوليكي عراقي.