عدد الرسائل : 4092نقاط : 69097 شارك الموضوع Share:
موضوع: الحريري ينهي زيارة دمشق 2009-12-20, 21:10
اختتم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري زيارته إلى العاصمة السورية دمشق، بالتعبير عن رغبة بلاده في إقامة علاقات "مميزة" مع سوريا مبنية على الصراحة والتفاهم المشترك وفتح آفاق جديدة بين البلدين.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقده في السفارة اللبنانية، الأحد 20-12-2009 "أقول بصراحة نريد علاقات مميزة مع سوريا تكون مبنية على الصدق والصراحة وعلى أن نحل الأمور بشكل غير استفزازي ولكن هادئ وصريح ويفيد البلدين".
ووصف الحريري المباحثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد بـ"الممتازة والتاريخية"، مشيراً الى أنها تناولت "جميع المواضيع التي تهم البلدين بشكل إيجابي".
وتابع "سنفتح آفاقاً جديدة بين البلدين.. ما يهم هو بناء المستقبل وبناء مستقبل أفضل للبلدين ومستقبل يفيد الدولتين اقتصادياً وتجارياً وفي جميع المجالات"، مشيراً الى أنه "لا يفيد البلدين أن يسجل كل طرف نقاطاً على الآخر، ولكن يفيدنا أن نرى مصلحة البلدين والشعبين من خلال تعاون يعمل على توطيد العلاقات بين المؤسسات والوزارات".
وأضاف "لاشك كان هناك تباعد في مرحلة سابقة ولكن مصلحة سوريا تقضي بأن يكون هناك وضوح وصراحة بين الدولتين"، معتبراً أنه "كي نبني المستقبل يجب التعلم من الماضي".
وأوضح الحريري أن هذا اللقاء يأتي في إطار اللقاءات التي عقدت في سبيل إتمام المصالحات العربية التي بدأها العاهل السعودي في الكويت، وقال "لاشك ان السعودية لعبت دوراً كبيراً ونحن نكمل هذه الاسس"، مشيراً الى أن "مصالحات أخرى ستتم لتوحيد الصف العربي من أجل مواجهة الصعوبات الاقليمية التي تسببها اسرائيل".
من جهة اخرى، أكد الحريري ان المباحثات لم تتطرق الى موضوع المحكمة الدولية، مشيراً الى ما سبق وأكده الاسد "أن المحكمة تقوم بعملها وهذا ما نريده كلنا"، كما لم تتطرق الى موضوع الاستنابات القضائية، معتبراً ذلك "موضوعاً يحل من قبل الأجهزة المختصة".
وتأتي هذه الاستدعاءات في إطار شكوى تقدم بها المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد ضد "5 شهود زور" سوريين و"شركائهم اللبنانيين"، محملاً إياهم مسؤولية اعتقاله لمدة تناهز أربع سنوات في قضية اغتيال الحريري.
وشدد الحريري في ختام مؤتمره على أنه "رئيس حكومة كل لبنان وأن كل وزير في هذه الحكومة هو وزير لكل لبنان وحرصنا في هذه الحكومة هو بناء علاقة ودية بين دولتين وشعبين".
وإثر هذا المؤتمر الصحافي غادر الحريري دمشق، التي كانت هذه الزيارة الاولى له منذ بدء عمله السياسي.
وتكتسي هذه الزيارة أهمية كبرى بعد مرحلة التوتر الشديد الذي شاب العلاقات بين المسؤولين السوريين والاكثرية النيابية في لبنان التي يعتبر الحريري أبرز أركانها، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهتها هذه الاكثرية الى دمشق بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005.
ارتياح شعبي
ولم تقتصر الأجواء الإيجابية التي رافقت زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الى دمشق على البيانات الرسمية والتعليقات الصحافية ومواقف المحللين، فقد واكب الشارع السوري هذه الايجابية بدوره وعبر عن ارتياحه للزيارة وعن استعداده "لطيّ صفحة الماضي".
وقال خالد عمايري (55 عاماً) الذي سبق له أن خدم خلال عام 1982 كجندي في الجيش السوري في لبنان، لوكالة فرانس برس، إن زيارة الحريري الى سوريا "تدل على عمق العلاقة بين البلدين منذ قديم الزمان"، مضيفاً أن "الإشكالات السياسية تحصل دائماً، الا أن الحق الذي يجمع البلدين لا يلبث أن ينتصر".
ورأى عمايري الذي أسهب في الكلام ما إن طرح عليه السؤال أن "ما يجمع بين العائلات السورية والعائلات اللبنانية لا يمكن لأي قوة في التاريخ ان تفرقه".
ويسارع تحسين جميل (49 عاماً) الذي يعمل في القطاع السياحي الى التأكيد بدوره ان "اكثر من 90% من الشعب السوري عارف بالزيارة ومتابع لها ومرحب بها"، ويتابع ساخراً أن "التوترات السياسية هي مثل الطقس في شهر شباط (فبراير) تأتي وتزول".
وعن احتمال عودة النفوذ والوجود العسكري السوري الى لبنان، يقول تحسين جميل: "لا، مستحيل. هذه المرحلة انتهت"، ويقول إن "الدول الكبرى تتهافت على سوريا. وبالتالي فلابد للجميع أن يتعالوا على المصالح الشخصية من أجل مصالح بلدهم وعدم الاستماع الى تحريض الخارج". عودة للأعلى
صحف متفائلة
هذا التفاؤل عكسته كذلك الصحف السورية الصادرة اليوم الاحد. فقد تحدثت صحيفة "الوطن" السورية عن "طيّ صفحة الماضي والتطلع نحو المستقبل" من خلال زيارة الحريري.
بينما عنونت صحيفة "البعث" خبرها الرئيسي على الشكل التالي "ثلاث ساعات صريحة وإيجابية وودية.. كسرت الجليد وبدَّدت سلبيات المرحلة الماضية"، مشيرة الى أن "الرئيس الأسد اتفق والحريري على فتح آفاق جديدة في العلاقات السورية اللبنانية".
وكتبت صحيفة "تشرين" في افتتاحيتها "تفرض الواقعية السياسية منطقها على الاحداث اليوم، وهي تقدم نفسها على انها الخيار الامثل لاعداد صياغة العلاقات العربية". واضافت "في هذا السياق فإن زيارة رئيس وزراء لبنان الى دمشق هي اولاً زيارة مواطن عربي الى بيت عربي"، وأكدت أن "زيارة مهمة يجب ان تنتج آثاراً إيجابية لمصلحة كلتا الدولتين والبلدين".
وتقول رئيسة تحرير صحيفة "تشرين"، سميرة مسالمة، لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الفترة الماضية كانت مؤلمة على الشارع السوري الذي كان ينظر الى اللبنانيين باستمرار على انهم اشقاء وشركاء"، وتضيف "ما حصل سيترك جرحا عميقا لدى السوريين، انما هذا لا يعني عدم تجاوزه".
وتتابع مسالمة ضاحكة "لا توجد عائلة سورية ليس لديها اقارب في لبنان. ونحن اعتدنا ان يكون شتاؤنا في دمشق وصيفنا في بيروت"، مؤكدة ان "كل ما حصل في السنوات الماضية لن يغير موقع لبنان في قلوبنا".