DEMA .
عدد الرسائل : 1686 نقاط : 58499
شارك الموضوع Share:
| موضوع: الحضاره الاشوريه فى العراق 2009-07-17, 23:05 | |
| [center]الحضاره الاشوريه فى العراق
التاريخ هو مراية الحاضر واساسه ، فالحضارات القديمة الأولى هي تعكس الماضي الذي بناه اجدادنا والتطور الذي كانوا فيه ، ولو عدنا الى التاريخ القديم ودرسنا اشهر واعظم الحضارات لوجدنا بأن حضارة ما بين النهرين هي الاقدم والاعرق والاكثر تأثرا على البشرية حتى يومنا هذا ، فهذه الحضارة المدنية وصلت الى اعلى درجات الرقي والتقدم في كل المجالات ،فعلى ضفتي نهري دجلة والفرات بنيت اعظم المدن في التاريخ / سومر ـ أكاد ـ بابل ـ نينوى ـ آشور ـ أور / وغيرها ، ومنها ظهرت اولى الكتابات باللغة المسمارية ودونت الاساطير على الالواح الحجرية ، وسنت اولى القوانين / قانون حمورابي / وتم دراسة علم الفلك ورصد النجوم ، ووضعت اولى المسائل الهندسية ، وبنت السدود على الانهار ، واشتهرت بفن النحت والعمار ، وكانت اعظم امبراطورية عسكرية امتدت سيطرتها من مابين النهرين الى مصر وتخوم الصين ، ونشرت المدنية والعلم والمعرفة في كل ارجاء العالم .
لقد كانت حضارة ما بين النهرين في مراحلها التاريخية والتي استمرت اكثر من ثلاثة الآف سنة حضارة واحدة غير متجزأة ، فرغم تعدد التسميات التي جائت نسبة لتغيير الحكم من سيطرة الى اخرة، فالتسميات / سومري ـ آكادي ـ بابلي ـ أشوري ـ كلداني / فالسومريون سميوا نسبة لمدينة سومر ، والآكاديون نسبة لمدينة آكاد ، والبابليون نسبة لمدينة بابل ، والأشوريون نسبة لمدينة آشور ،وعندما سيطر الكلدانيون على الحكم كانت بابل هي عاصمتهم ، اذا رغم تغيير الحكم من مدينة الى اخرة فالشعب هو نفسه والحضارة هي امتداد لهذا الشعب الذي بنى حضارة بدأت منذ حوالي سنة 3200 ق.م. الى سنة 539 ق.م . واصدائها وتأثيرها مستمر على البشرية حتى يومنا هذا .
المعتقدات عند شعب ما بين النهرين ـ ككل شعب بدائي قدس شعب ما بين النهرين مظاهر الطبيعة ، فعبدوا القوى الكامنة ورائها ، كحرارة الشمس او قوة المياه او الطوفان احيانا ( ملحمة كلكامش ) وعنها اخذت قصة الطوفان ايام نوح . فكان طبيعي في بلاد خصبة ان يؤله الخصب في الدرجة الاولى . ولقد احتفظ سكان مابين النهرين في المراحل التاريخية بآلهتهم ، فنرى البابليون يحتفظون بآلهة سومر وآكاد ولكنهم جعلوا (مردوخ ) اله بابل في مقدمة آلهتهم ، والآشوريون جعلوا (آشور ) في المقدمة وكانت الالهة (عشتار) ملازمة له . ولقد تعددت الآلهة بتعدد المدن ـ (انو) اله السماء (انليل ) اله الارض (ايا) اله المياه الجوفية (شمش ) اله الشمس (سين) اله القمر (ادد) اله الطبيعة ، واضافت كل دولة اله خاص بها ، مثل (مردوخ)(آشور)(عشتار)(نبو). وفي المرتبة الثانية : كرم سكان ما بين النهرين انصاف الآلهة مثل :( كلكامش ).
فنون النحت والعمار ـ في مجال النحت اهتم الفنانون في بلاد ما بين النهرين في ابراز معالم الوجه وتقاسيمه ، فأتى التمثال مطابقا لاوصاف صاحبه ، فبرع السومريون بالحفر والتطعيم بالعاج ، واتقنوا صناعة الخزف ، ولقد اختلفت الاشكال في المراحل التاريخية في ما بين النهرين ، فالشكل المحبب لدى السومريون لم يظهر في التماثيل البابلية ، وجسد الآشوريون في نماذجهم كل ما يمثل القوة ، كالاسد والثيران المجنحة ، واللبوة الجريحة ، حتى ان الملك يمثلونه دائما اثناء الحرب او الصيد ، ويبرز فنانوهم تفاصيل الوجه والعضلات المفتولة للدلالة على القوة ، بينما يسترون بقية الجسم برداء فضفاض ، ومن هذه الفنون الآشورية قبس الفرس فيما بعد اشكال تماثيلهم . وفي فن العمارة، اعتمد البنائون على الطين المجفف او اللبن ، وكلاهما اصل صناعة الآجر فشووا الحجارة في الافران حتى غدت قاسية ، ومن اهم اشكال العمارة واشهرها: قصر (خورساباد) في نينوى عاصمة الآشوريون ، وقصر بابل في العهد الكلداني ، وقصر نبوخذنصر ، وبرج بابل بجنائنه المعلقة ، ومن الابنية الدينية وعرفت بالمعبد باسم (الزاقورة) .
الفكر والعلوم ـ خلفت حضارة ما بين النهرين الكثير من الآثار الفكرية ، وحفظ معظمها في مكتبة آشور بانيبال ، وتقدموا في العلم فتركوا منجزات لا نزال نقرها في حياتنا اليومية ، وعبرت عن آدابها بالعديد من الاساطير والملاحم . فالسومريون دونوا افكارهم فوضعوا اسس الكتابة وطورها الاكاديون من بعدهم وعرفت بالكتابة المسمارية . وكتبت الاعمال الادبية والتي تناولت الرثاء بشكل اناشيد . ولقد كان التشريع والقانون من اهم هذه الآثار التي اهتموا بها واهم ذلك (قانون حمورابي) فجمع 282 مادة تشريعية ، وتبنى هذه القوانين الآشوريون ليصبح قانون الدولة الرسمي .
التقويم ـ انبثق معرفة سكان ما بين النهرين بمعرفة التقويم بألمامهم بالتنجيم . ويبدأ العام في الربيع ببداية نيسان ، فترة انتعاش الطبيعة ، وقسمت السنة الى فصلين ، ويبدأ احدهما في نيسان والثاني في (تشريت ) (تشرين الاول ) . الفصل الاول : نيسان :(آذار ـ نيسان ) ايار : (نيسان ـ ايار) سيوان : (ايار ـ حزيران) تموز : ( حزيران ـ تموز ) آب : (تموز ـ آب ) ألول (أب ـ ايلول) . الفصل الثاني : تشريت : (ايلول ـ تشرين الثاني) حسامنا : (تشرين الاول ـ تشرين الثاني) كسيمو : (تشرين الثاني ـ كانون الاول ) تابت : (كانون الاول ـ كانون الثاني ) شباط : (كانون الثاني ـ شباط) آذار : (شباط ـ آذار ) .
الاعداد والمقاييس ـ لقد تم تطوير العد ونظام العد الرقمي ، بحيث يتم العد الى الستون ، ويظهر اعتماد النظام الستيني في تقسيم الساعة الى ستين دقيقة ، والدقيقة الى ستين ثانية ، كذلك المثقال يساوي ستين وزنة ، والوزنة ستين حبة ، (والشكلو) (180) حبة ، وجاء مكملا للنظام الاثني عشري ، لا ناقصا له ، كقسمة اليوم الى اثني عشرة فترة (مدة كل منها ساعتان) والاعداد الى دزينات (12 وحدة) وكل خمس دزينات تساوي العدد ستين ، ونحن اليوم اذ نشتري (بالرطل) (12 اوقية) انما نطبق هذا النظام الذي كان يطبقه سكان ما بين النهرين منذ اكثر من 5300 سنة!
الطب ـ كانت مهنة الطب مرادفة في اغلب الاحيان لكهنة المعابد ، وكانت معلوماتهم اولية ، ومن اجل تنظيم مهنة الطب فلقد وضعت شروط قاسية لمن يمتهنها بحيث كان يعاقب كل طبيب يخطئ بالوصفة او يجري عملية تودي بحياة المريض ، ولقد نظم الملك حمورابي قانون مهنة الطب ، ولقد اقتبس الآشوريون الوسائل العلمية الفرعونية ، وفصلوا بين المفهومين الديني والعلمي ، وغدا للطب مهنة مستقلة وقربهم الملوك منهم نظرا للحاجة لهم .
المجتمع والجيش ـ كان الملك هو رأس المجتمع ، وصاحب السلطة الزمنية ويمثل الاله على الارض ، دون ان يتخذ وصفة الألوهية ، وينقسم المجتمع الى ثلاثة طبقات : 1 ـ الاحرار: وقد اعتبرهم حمورابي العنصر الرئيسي ، والعائلة لديهم نواة المجتمع ، وتأسيس العائلة يمر بنفس المراحل التي نعرفها اليوم ، كالخطوبة تسبق الزواج والانجاب غاية الزواج . 2 ـ المساكين : (مشكينو) اي الفقراء وحياتهم اليومية هي العمل المستمر في الحقول والري والعناية بالاقنية ، فيعتنون عادة باراضي الملك او المعبد او الاقطاعي . 3 ـ العبيد : وهم الطبقة الدنيا والأخيرة ، وهم ملك لاسيادهم ، ووصلوا الى هذا الامر اما عن طريق الاسر في الحروب او البيع ، ولقد انيط بهم تنفيذ الاعمال الشاقة والمهن الوضيعة . ـ الكهنة: تميز الكهنة بسلطة قوية ايام السومريون ، فالملك السومري هو الكاهن في الوقت ذاته ، واخذت سلطة رجال الدين تتضاعف ، نتيجة لاعتقاد الناس بالسحر والتنجيم والطلاسم ، واصبحت استشارتهم واجبا في حال انتقال الحكم من السلف الى الخلف ، وهذا لم يمنع من الاعتراف بالملك كاهنا اعلى ، دون ان تكون له صفة الهية ، وتضم حاشيته عددا كبيرا من كهنة البلاط ، وفي مرتبةادنى كهنة المعابد ولهم مرتبة معنوية لانهم ربطوا بين الطب والدين ويفسرون مشيئة الآلهة في اختيار العرش وفي تأدية النصح اذا كانت الظروف ملائمة للحرب . ـ الكتبة والموظفون: يؤخذ الكتبة من بين الكهنة ، ومن بين الكتبة يؤخذ الموظفون الكبار ، ومع اتساع رقعة الامبراطورية اشتدت الحاجة الى الموظفين ، ونشط التراسل العاصمة والمقاطعات ، وانتشرت الكتابة المسمارية خارج بلاد الرافدين ، وبلغ عدد الموظفين في ايام حمورابي عشرات الآلاف ، اما الآشوريون فقد اختصروا المعاملات الادارية وبسطوها ، لان الحكم عسكري والمعاملات الادارية تناط بالجيش . ـ الجيش : لم يتطور الجيش الا مع الآشوريون وفي هذا الوقت وصلت الفتوحات الى البحر المتوسط ، واتسعت امبراطورية ما بين النهرين لتكون الاكبر والاقوى ، وكان يرأس الجيش الملك نفسه ، او قائد من قبله يدعى (تورتان) الاختصاصات في الجيش : 1 ـ المشاة : عددهم وفير سلاحهم القسي والحراب والسيوف يتقون الطعن بالخوذة والدروع ، يجهزون القوارب ليجتازوا الانهار وهذا ما يتيح السرعة في الحركة والمناورة ويعزز عنصر المباغتة . 2 ـ الخيالة : وهي فرقة مستحدثة لدى الآشوريون ، اعتمادها على سرعة الهجوم والالتفاف تكتفي بما خف من السلاح . 3 ـ الهندسة : وتبرز مهمتها في حرب الحصار ، مجهزة بسلالم لتسلق الاسوار وبمدكات ضخمة لتحطيم ابواب القلاع والحصون ، يلبس افرادها الدروع كحاجز وقائي ، ولهذه الفرقة مهمتها ايام السلم ايضا فهي التي تمهد الطرقات وتبني الجسور . 4 ـ المركبات : ويجر المركبةجوادان او ثلاثة ، فعاليتها في الصدام مع العدو وهو سلاح مصمم للهجوم واقتحام الصفوف ، يقف فيه جنديان احدهم يقود والثاني يرمي السهام. 5 ـ البحرية: اعتمد الآشوريون على الفينيقيون في انشاء اسطول حربي لكثرة الخشب في جبل لبنان ، والسفن المعدة للصدام مقدمتها دقيقة ومنخفضة وظيفتها اختراق سفن العدو ، اما ما كان منها مخصصا لنقل الجنود والاعتدة فله مقدمة عالية تمثل رأس حيوان . عاشقـــــــــــــــــــــــــ التاريخ ــــــــــــــــة [/center] | |
|