النكبه وما ا دراكم ما النكبه وما جرى للشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى ويومنا هذا وبحلول الذكرى ال60 للنكبه نقول ان النكبه كانت وما زالت بمثابة زلزال مُدمر وتسونامي دَمَّرَ المدن والقرى الفلسطينيه من جهه واقتلع الشعب الفلسطيني الامن بين ليلة وضحاها من ارضه فلسطين من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى هو مؤامره صهيونيه امبرياليه احاكت خيوط مُصيبة ومأساة كبرى حلت بالشعب الفلسطيني الذي اصبح باكثريته منذ عام 1948 شعبا لاجئا سواء في داخل الوطن او خارجه !!..وبعد ان كان فلسطين[ اسم مذكر] وطن عامر بشعبه الفلسطيني اصبح بين ليلة وضحاها كيان لفرق الموت الصهيونيه اللتي لاحقت الشعب الفلسطيني واعتدت عليه بمساندة الغرب الامبريالي وطردت اكثريته الساحقه من وطنه واستولت على اكثر المدن والقرى الفلسطينيه في فلسطين, ومن ثم عادت فرق الموت والاحلال والاحتلال الاسرائيلي عام 1967 لتحتل كامل الارض الفلسطينيه حيث جاءت النكسه والمرحله الثانيه من الاحلال والتشريد وهي المرحله التي ما زالت مستمره لابل ان النكبه الفلسطينيه ما زالت مستمره منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا على جميع وعلى كامل التراب الفلسطيني اللذي يتعرض فيه جميع قطاعات ومناطق التواجد الفلسطيني [ الضفه والقطاع والداخل] الى عدوان سافر على الارض والانسان الفلسطيني الذي يعاني من الاحلال والاحتلال والتهويد من الجليل الى النقب ومن رفح الى جنين ومن القدس الى الناصره ومن بيت لحم الى طول كرم ومن الغرب الى الشرق ومن الشمال الى الجنوب الفلسطيني !!...دوما نقول: لا تفرحوا بالصيد ياصائدين:: هذا فلسطين من الامور الصعائب!, وما ضاع حق ووراءه مُطالب!! لم تبرح صورة اللجوء الفلسطيني وتشريد الشعب الفلسطيني ذهني منذ عقود مضت ودوما اتصور القرى والمدن والحياة الفلسطينيه كيف كانت قبل النكبه وكيف كان فلسطين وطن عامر بأهله قبل عام 1948 وما جري ويجرى للشعب الفلسطيني و للمدن والقرى الفلسطينيه المهجره بعد عام 1948 وحتى يومنا هذا ,وكيف دأبت اسرائيل على اهمالها وتخريبها وتدميرها, وكيف اعتمدت الصهيونيه استراتيجية الاحتلال والاحلال الجغرافي والديموغرافي, وبما اننا نكتب هنا عن النكبه اللتي شيدت دولة كامله لحب فلسطين في قلوب الفلسطينيين فلابد ان أسرد عليكم هاتين الحدثين اللتين اثرا في حياتي الى حد انني تمنيت ان اكُن فلسطينيا مالم أولد فلسطينيا!!.الحدث الاول ... النكبه رددتها والدتي ام سالم طيب الله ايامها واعانها على مرضها,على مسامعي منذ الصغر حيث شُرد اهلها عام 1948 من بلادهم في النقب وقٌتل اخيها[ خالي] سالم على يد العصابات الصهيونيه, وظل سالم هذا والنكبه عالقا في راسي حتى ذكرته في احدى مقالاتي بعد عقود من مقتله واخبرت والدتي انني كتبت عن مقتل اخيها سالم, وكانت ممنونه وفخوره بزرعها في نفسي حب الوطن من خلال قصة خالنا والنكبه!! والحب والرحمة كل الرحمة على روح والدي الطاهره الذي اسهب في الحديث عن النكبه وكان شاهدا على ما جرى لمدينة بئر السبع في الجنوب الفلسطيني عام 1948 عندما تأمر عليها الانجليز واحتلتها عصابات الهاجانا الصهيونيه وشردت اهلها,, وهذا المنظر هو ما صبغ حياة والدي ولم يفارقه فيما بعد طيلة حياته ليزج بنا في ساحات النضال مبكرا وفي زمن لم يستوعب فيه محيطنا معنى التظاهر واحياء الذكرى كان والدي يدفع بنا صغارا ويدفع لنا اجرة السفر والسفريات الى نقاط التظاهر والمظاهرات في فلسطين ويسألنا فيما بعد كيف كان وماجرى في المظاهرات, ولا انسى رحلة والدي مع اذاعة صوت العرب وسماعه من خلال صندوق العجب[ المذياع] خطابات الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حول فلسطين وتحرير فلسطين والنكبه الفلسطينيه!!.... اما الحدث الثاني فكان فاصلا في حياتي الوطنيه والكتابيه وهو حدث عجيب : حيث انني عملت في بداية الثمانينات من القرن الماضي لفترة وجيزه في تل الربيع[ تل ابيب] الواقعه بجانب مدينة يافا الفلسطينيه المنكوبه الواقعه على ساحل البحر الابيض المتوسط, وبينما كُنا في العمل قال لي زميلي[ لم اعد اذكر اسمه للاسف] في العمل من احدى القرى الفلسطينيه في الجليل : يبدو انك تحب السياسه وسأهديك غدا كتابا تقرأه في وقت الفراغ, ولم يذكر شيئا عن فحوى الكتاب, وفي اليوم التالي وعندما جلب لي الكتاب وبعد العمل ذهبت واخذت معي الكتاب وجلست على شاطئ البحر في منطقه لم اجلس فيها من قبل في يوم من الايام, وبدأت اقرأ في ذلك الكتاب الشهير, وكعادتهم العُنصريون والشرطه في تل ابيب يسالون العرب دوما عن هويتهم وما هم فاعلون في المكان, وفي ذلك اليوم سألني ذلك الشرطي الاسرائيلي ماذا اقرأ وماهي فحوى الكتاب وكنت لَبقََّا واجبته انه كتاب حول السحر والجن وابتسم وقال لي كلام عربي فاضي!, الا انه لم يعرف انني كنت اقرأ كتاب باسم فلسطيني بلا هويه ان لم تخني الذاكره كاتبه صلاح خلف [ ابو اياد], وفي الكتاب يروي صلاح خلف قصة الارهاب الصهيوني وتشريد اهل يافا, ومما رواه خلف قصة امرأه يافاويه ركبت المركب المغادر والهارب من نيران الهاجانا الصهيونيه وحين ترك المركب المُعبأ باللاجئين الفلسطينين الهاربين ميناء يافا تذكرت المرأه انها في غمرة الخوف والارهاب قد نسيت ابنها الرضيع في بيتها في يافا, وحاولت اقناع ربان المركب بالعوده الى شاطئ يافا الا انه لم يتمكن من العوده حفاظا على ارواح المئات من الفلسطينيين المتواجدين في المركب, ورغم ان ركاب المركب حاولوا تهدأة روع المرأه التي لاتجيد السباحه, الا انها لم تتمكن من تحمل الصدمه فقفزت من المركب الى عرض البحر في محاوله بالعوده الى يافا لجلب ابنها, ومن ثم ابتلعتها الامواج و ابتلعها البحر!! في هذه اللحظه رفعت نظري من الكتاب والسطور [ويا للصُدف والهول!]: ليقع نظري مباشره على يافا والبحر وشاطئ يافا اللتي كانت في مرمى نظري كامله وشامله كما يصورها الكتاب . كانت بيوتها العتيقه والمهمله تكتسي لباس حزن وسنين النكبه!!. كنت شابا صغيرا وبكيت ذلك اليوم وحدي على شاطئء يافا من هول قصة المرأه ومنظر بيوت يافا المهجوره,,, واذكر ان موسيقى اغنيه انجليزيه كانت تنطلق من سماعة مطعم يهودي اقيم في وعلى بيت فلسطيني مُشرد على شاطئ يافا :: الاغنيه كانت تتحدث عن السفر والابحار الى البعيد,,, ومنذ ذلك اليوم وانا مُسافر في النكبه ومبحر في فلسطين ويافا اللذان لم يتركانني طيلة هذا السفر الطويل والمستمر وما زلت:: مسافر ومُبحر وامل بشاطئ امان وعودة للشعب الفلسطيني بعد ستون عاما من النكبه,, وامل بعودة تلك المرأه الفلسطينيه الى شاطئ يافا لتلقى ابنها الستيني!!