بدء العمل باتفاق التهدئة المتبادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين
علمت "العربية" من مصادر مطلعة أنه تم الاتفاق على تهدئة متبادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة دخلت حيز التنفيذ منذ منتصف ليل السبت الأحد 10-4-2011.
والاتفاق حسب مصادر فلسطينية تم بوساطة مصرية على أن يلتزم كلا الطرفين بوقف لإطلاق النار على مبدأ هدوء يقابله هدوء. هذا ورفضت قيادات غزة التعليق على الموضوع.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال إن إسرائيل مستعدة "لوقف إطلاق" النار على غزة إذا أوقفت المجموعات الفلسطينية المسلحة إطلاق النار.
وبدورها أكدت حماس استعدادها لوقف إطلاق الصواريخ من غزة إذا التزمت إسرائيل بذلك.
من جانبه، هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بتوجيه ضربات أقسى، إذا لم توقف الفصائل الفلسطينية هجماتها الصاروخية عبر الحدود بين اسرائيل وغزة. ولاقى تهديد نتنياهو صدى عند بعض وزرائه، حيث قال وزير المالية يوفال شتاينس إنه إذا كان من الضروري فعلى اسرائيل أن تنهي، عاجلاً أما آجلاً، حركة حماس.
وتشير التقديرات الرائجة لدى قيادة الجيش الأسرائيلي حالياً, إلى أن الجولة الراهنة من التصعيد ربما تقترب من نهايتها, لوجود بوادر لدى حماس مررت عبر طرف ثالث بإرساء تهدئة مجدداً.
ومن الواضح أن اسرائيل قد لا تكون معنية باستمرار جولة النار وصولاً الى اجازة عيد الفصح اليهودي المقتربة.
وتتحدث المصادر العسكرية عن أن الهدف من التصعيد الإسرائيلي الحالي هو "جني فاتورة دم مكلفة ومؤلمة" من حماس لردع الفصائل عن تكرار استخدام صواريخ "الكورنيت" ضد أهداف مدنية - ما اعتبرته إسرائيل تجاوزاً لخط أحمر - ولهذا كان أبرز ما في العمل العسكري الإسرائيلي، أي الاغتيالات التي طالت ناشيطين وقادة ميدانيين من بينهم تيسير أبوسنيمة، الذي تدعي اسرائيل أنه من مخططي ومنفذي أسر شاليط، طبعاً القراءة قد تنقلب في حال سقوط قتلى من بين الإسرائيليين فقط.
القبة الحديدية
هذه المنظومة شكلت المتغير الأبرز في المواجهة الدائرة, وادعت اسرائيل أن "نجاحاتها" في اعتراض الصواريخ كانت 100% وإن كانت البطاريتان لا تشكلان حماية كاملة للمنطقة الجنوبية. ومن هنا قد تقرر الحكومة امتلاك اربع بطاريات اضافية.
القبة تتيح للجيش الإسرائيلي إطالة أمد القتال حالياً وفي المستقبل ايضاً, وتعمل على نحو متطور, فهي تحدد نقطة الانطلاق للصاروخ, وترسل الإحداثيات الى الطيران وتفعل الإنذار في المكان المستهدف ولا تعترض إلا الصاروخ الذي سيصيب هدفاً استراتيجياً او مأهولاً محققاً, وكل ذلك بالتزامن.
أهمية ذلك بالنسبة لإسرائيل أن "المنظومة" التي تسلط عليها أنظار حماس وحزب الله ولربما إيران ايضاً تعمل وتشكل أداة ردع, والأهم هي أنظار العالم التي قد تفتح أسواق مبيعات للمنظومة لدول اوروبية وأخرى قريباً.
الميدان
وفي مقابل الاغتيالات الإسرائيلية والضربات فإن المنطقة الجنوبية تعيش حال توتر, هناك حواجز قطعت طرقات مؤدية الى المنطقة الحدودية وأغلقت رياض الأطفال ورفعت حال التأهب الأمنية.
سقط على إسرائيل خلال نهاية الأسبوع نحو 120 قذيفة وصاروخ, سقط 90% منها في مناطق مفتوحة لأن حماس لم تستحدم الصواريخ الأكثر دقة في المعركة التي أصرت فيها إسرائيل على رفض وقف النار الى حين تحقق أهدافها من الهجمات.
وبحسب ما بدأ يتسرب من وثائق "ويكيليكس" حول الملف الإسرائيلي فإن الحرب المقبلة, بقراءة الإسرائيليين، قد تشهد سقوط 100 صاروخ يومياً على تل أبيب وحدها وقد تمتد الى 60 يوماً، يمكن لإسرائيل أن تتعرض الى سقوط نحو 30 ألف صاروخ, مع التذكير بأن حرب لبنان الثانية شهدت سقوط أقل من 5000 صاروخ خلال 33 يوماً.