صالح يُعلن " صموده" والجيش يؤيده وسط انتشار عسكري كثيف
قادة عسكريون وسفراء يعلنون انضمامهم لمعارضي صالح
أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الاثنين 21-3-2011، أنه "صامد" في وجه الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحيه وأن غالبية الشعب لاتزال تؤيده، وذلك رغم انضمام عشرات المسؤولين الى المحتجين من بينهم النائب العام اليمني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية الرسمية.
في الوقت نفسه، أبلغ البيت الأبيض الحكومة اليمنية أن العنف المستخدم في قمع المحتجين السلميين أمر غير مقبول.
ومن ناحيته، أكد مجلس الدفاع الوطني اليمني ان القوات المسلحة لن تتردد في القيام بواجباتها والوقوف في وجه اي خطط للانقلاب على الدستور فيما أعلن وزير الدفاع اليمني تأييد الجيش للرئيس صالح.
و أعلن السفير اليمني في السعودية محمد علي الأحول انضمامه للحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام في اليمن، بعد خطوات مشابهة من عشرات الشخصيات العسكرية والقبليّة في البلاد .
وقال صالح "إننا صامدون والسواد الأعظم من الشعب اليمني مع الامن والاستقرار والشرعية الدستورية".
واعتبر أن "من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموع الشعب اليمني".
وجاء حديث صالح بعدما فقد نظامه أبرز دعائمه مع انضمام أكبر شيخ قبلي في البلاد الى "ثورة الشباب" وكذلك عشرات الضباط والمسؤولين، حيث أعلن شيخ مشايخ قبائل حاشد، صادق الأحمر، اليوم انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام ودعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى "خروج هادئ ومشرّف".
وقال الشيخ الأحمر، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية: "أعلن باسم جميع أبناء قبيلتي انضمامي للثورة".
ووجّه الأحمر نداء إلى صالح كي "يجنّب اليمن سفك الدماء ويخرج بهدوء". وأكد الأحمر أنه مستعد للوساطة من أجل "خروج مشرف للبلد والأخ الرئيس".
ويشكّل هذا الموقف ضربة قوية لنظام الرئيس اليمني الذي لطالما اعتمد على دعم التركيبة القبلية لإدارة البلاد.
وجاء انضمام زعيم حاشد للثوار بعد سلسلة من الانشقاقات والاستقالات داخل النظام اليمني، حيث أفاد مراسل "العربية" في صنعاء، في وقت سابق بأن اللواء الركن علي محسن الأحمر استقال من منصبه معلناً دعمه وحمايته لثورة الشباب.
وقال الأحمر، وهو من أهم معاوني صالح، إنه نزولاً عند رغبة زملائه ضباط وجنود المنطقة الشمالية العسكرية والفرقة الاولى المدرعة، "نعلن دعمنا وحمايتنا لكل الشباب المحتجين في الساحة نظراً للأوضاع التي وصلت اليها البلاد والمطالب المشروعة في إيجاد ديمقراطية حقيقية غير مزيفة".
وتعهد الأحمر بحماية المحتجين في المناطق التي تتواجد فيها القوات التي يقودها.
وإلى جانب الأحمر أعلن عدة مسؤولين بارزين الاستقالة من مناصبهم، ومنهم محافظ عدن أحمد القعطبي، تقدم باستقالته احتجاجاً على ما يتعرض له المحتجون.
حيث أعلن السفير اليمني في الرياض محمد الأحول انضمامه للمحتجين ضد الرئيس صالح.
وشملت قائمة الاستقالات سفير اليمن في دمشق، والسكرتير الإعلامي للرئيس اليمني، وعبدالله الصايدي مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، وجميلة رجي وهي سفير مفوض بالخارجية وكانت مرشحة للعمل سفيرة لبلادها لدى المغرب.
وكان وزراء السياحة نبيل الفقيه، والأوقاف حمود الهتار، وحقوق الإنسان هدى البان قدموا استقالتهم أخيراً، وكذلك فعل رئيس وكالة الأنباء اليمنية والسفير اليمني في بيروت فيصل أمين وعدد من نواب الوزراء و23 من أعضاء البرلمان.
في غضون ذلك أفادت مصادر عسكرية بمقتل 20 شخصاً في معارك بين الحوثيين والجيش في شمال البلاد.
وذكرت المصادر ان المعارك اندلعت للسيطرة على موقع استراتيجي للجيش عند مدخل محافظة الجوف الشمالية، وقد تمكّن الحوثيون من السيطرة عليه.
وأشار مصدر قبلي الى ان "المعارك بدأت بعد ظهر الاحد واستمرت حتى الليل واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة الثقيلة"، مؤكداً أن اشتباكات متقطعة دارت خلال الايام الماضية في المكان بين الجيش والحوثيين ما أسفر عن مقتل عدة متمردين.