عصام شرف.. طرد من الوزارة في عهد مبارك وأعادته الثورة رئيساً لها
تكليفه يمكن أن يطفيء عطش ثوار التحرير للتغيير
بإقالة حكومة أحمد شفيق وتكليف عصام شرف بتشكيل حكومة تصريف أعمال مصرية جديدة، تكون الثورة المصرية قد قطعت ثاني أكبر خطواتها بعد الإطاحة بالرئيس مبارك في الحادي عشر من فبراير/ شباط الماضي.
وجرى ترشيح عصام شرف من جانب ائتلاف "ثورة الشباب" كما تم أيضا طرح اسم الخبير الاقتصادي الدكتور حازم الببلاوي، ووقع اختيار المجلس العسكري على شرف، في خطوة لاقت قبولا وترحيبا مبدئيا من الشارع المصري، ربما يطفىء عطش الثوار والمعصتمين في ميدان التحرير، ويمهد لعودة الحياة لطبيعتها بعد أسابيع من الإضطراب.
خبير نظيف اليد
والدكتور عصام شرف من مواليد عام 1952، وهو نفس عام "ثورة يوليو" وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة وله أكثر من 140 بحثا فى مجال الطرق، وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية ثلاث مرات، كانت الأولى عن مجمل أبحاثه في هندسة الطرق، والثانية عن تخصصه في إدارة الطرق، أما الثالثة فكانت تخصصية ونالها بعد الوزارة و تعطى للأفراد، وقد نالها آرمسترونج .
كما حصل على جائزة رفيق الحريرى، وجائزة التميز من أمريكا، وعمل مستشارا لوزارة النقل فى دبى لعدة سنوات، كما أنه مؤسس جمعية "عصر العلم"ومن أعضاء الشرف فيها الدكتور محمد البرادعي، والعالم المصري الدكتور أحمد زويل.
وشغل عصام شرف منصب وزير النقل في وزارة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، في الفترة من 13 يوليو/ تموز 2004 إلى 31 ديسمبر كانون الأول 2005، وتم إبعاده من الوزارة بسبب احتجاجه على غياب الإرادة السياسية لحل مشاكل النقل والمواصلات في أعقاب حادث تحطم قطار القليوبية، وبسبب رفضه للإهمال والتقصير في معالجة مشاكل النقل عموما.
متظاهر في التحرير
ورغم الخبرة الكبيرة والشهادات والبحوث العلمية العديدة التي تجعل له وزنا دوليا معروفا في مجال تخصصه، فإن الشهادة الأكبر التي قفزت بشرف لمقعد الوزارة سريعا، قد تكون "شهادة التحرير" التي فرضت شرعيتها على الحياة السياسية في مصر، فقد كان الدكتور شرف أحد المشاركين في المظاهرات في ميدان التحرير ضمن "حركة 9 مارس" المعارضة التي تضم أساتذة الجامعة بما يجعله أحد الوزراء السابقين القلائل الذين أعلنوا تأييدهم للثورة منذ أيامها الأولى.
ولدوره هذا ذكر أن شباب الثورة كانوا قد طرحوا اسمه لتولي رئاسة الوزراة بعد إقالة حكومة الدكتور أحمد نظيف في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
ووفقا لما رشح من مصادر مصرية، فإن طرح اسم عصام شرف لقي قبولا من الجيش، لأنه يلتقى مع رغبة الجيش في إيلاء ملف أزمة مياه النيل أهمية كبيرة مستقبلا، وإيلاء قدر أكبر للتنمية، لأن شرف من المهتمين بملف المياه والمؤمنين بأن أمن مصر القومي مرتبط بعلاقاتها الطيبة مع دول أفريقيا، كما أن له رؤية شاملة فيما يتعلق بالتنمية في مصر.
وسبق لشرف أن أكد خلال محاضرة ألقاها بنقابة الصحفيين أن "أمن مصر القومي مرتبط بعلاقاتها الطيبة مع دول أفريقيا، وهذه العلاقات لن تتحقق بالزيارات والنوايا الطيبة، لكن بالمصالح المشتركة، مؤكدا أنه لو كانت المصالح المشتركة والارتباط الوثيق بين مصر ودول حوض النيل هي محور التحرك المصري، لما حدثت الأزمة الحالية بشأن مياه النيل، ودعا لخطة تشمل ربط مصر بأفريقيا عبر الطرق وخطوط السكك الحديدية ونهر النيل.
قبول شعبي
ولقي تكليف عصام ارتياحا لدى العديد من المراقبين والمهتمين في الحياة السياسية المصرية، حيث اعتبر حمدين صباحي مؤسس حزب الكرامة أن إقالة أحمد شفيق خطوة إيجابية وتأكيد على انتصار الثورة وتمكينها، واستجابة لمطالب القوى الوطنية، كما دلل على أن المخاوف من ثورة مضادة هي مخاوف مبالغ فيها.
وقال صباحي في مقابلة مع قناة العربية إن الثورة المصرية في طريقها لتحقيق أهدافها، مبينا أنه توجد حاليا سيناريوهات تعالج في إطار ثورة منتصرة.
وأضاف صباحي أن شرف من القيادات المعروفة بالنزاهة والحس الوطني والانضباط .
كما قال مصطفى الفقي المفكر وعضو مجلس الشورى السابق إن شرف يلقى قبولا كبيرا، وله وزن علمي معروف دوليا، ويحتفظ بحب رجل الشارع ومعروف بنظافة اليد, واعتبر أن اختياره كان موفقا.
وأوضح الفقي أن إقالة شفيق وتكليف عصام شرف لبى آخر المطالب الكبيرة للثوار، وتوقع أن تكون الحكومة المقبلة ستكون حكومة خبرات بالأساس باستثناء الوزارات السيادية، وأنه ستكون هناك تغييرات ترضى الشارع المصري.
وأضاف أن الخلاف المتبقي هو الخلاف حول هل نبدأ بانتخابات الرئاسة أم الانتخابات البرلمانية، وهذا سيحل من خلال الحوار والمفاوضات بين شباب الثوار، والقوى الوطنية، والمجلس العسكري الحاكم.