أسعار النفط تقترب من ال120 دولار
حبس العالم أنفاسه مع اقتراب أسعار النفط نحو معدلات قياسية جديدة، مدفوعة باضطرابات ليبيا المستمرة، وقفزت عقود النفط الخام "برنت" في بورصة لندن إلى أعلى مستوياتها في ثلاثين شهراً خلال تعاملات اليوم الخميس مع تصاعد التكهنات والمخاوف بشأن إقدام القذافي على حرق آبار النفط الليبية إضافة الى أنباء عن عمليات تخريب قد تجري لإيقاف الإنتاج في الحقول الرئيسية.
وذكرت مصار مطلعة لـ "العربية نت"، أن الطائرات الليبية التي حطت في مالطا قبل يومين كانت قد أعطيت أوامر من القذافي بضرب آبار النفط، إلا أن الطيارين الليبين رفضوا الأوامر وغيروا اتجاههم الى مالطا.
تشبع السوق
ويقول خبراء في شؤون النفط تحدثوا لـ "العربية نت" اليوم أن المخاوف باتت جدية نحو اضطراب الأسواق وارتفاع الأسعار فوق 200 دولار، رغم تشبع السوق بفائض يبلغ 6 مليون برميل يوميا، وإن ارتفاع الأسعار ليس له علاقة بأساسيات السوق، فالنفط وأسعار المعادن والغذاء، في أعلى مستوياتها، لكن المراقبين في الجانب الغربي لا يرون إلا أسعار النفط.
ويؤكد الخبير الاقتصادي البحريني محمد الصياد في حديثه لـ "العربية نت" اليوم الخميس 24-2-2011 " إن السوق لا يعاني من نقص في الإمدادات إنما استغل المضاربون الأجواء السياسية المضطربة فأشعلوا الأسعار، وقال إن ظروف الأزمات هي أفضل الأوقات لصناديق الاستثمار والتي تعمل في الأوقات الصعبة، فضلا عن ذلك فإن عوامل مهمة، باتت تهدد ارتفاع الأسعار لمستوى قياسي وهو تراجع إمدادات الغاز عن أوروبا وخاصة إيطاليا والتي تستورد خمس حاجتها من ليبيا.
وذكر الصياد "أن ارتفاع أسعار النفط بالتأكيد ستؤثر على النمو الاقتصادي العالمي فهذا النمو ولد هشا، ولم تستطع الإدارة الأمريكية تعزيز هذا النمو بدعم اقتصادي حقيقي".
في الوقت ذاته ترى أوبك أنها قادرة على تلبية الطلب في السوق نظرا لما تمتلكه من قدرة فائضة في السوق إلا أنها لم تتحرك الى الآن رغم التوقعات بعقد مؤتمر طارئ للمنظمة خلال الأيام المقبلة".
وفي هذا الصدد يعبر الخبير في شؤون النفط والمقيم في لندن عبد الصمد العوضي بقوله الى أن توقف إنتاج ليبيا من النفط لا يهدد استقرار الأسواق خصوصا وأن حصة ليببا في سوق النفط لاتتعدى 2 في المائة، كما أن وجود فائض من الإنتاج عند دول أوبك يضمن استقرار السوق لفترة طويلة.
النفط الليبي
وقال العوضي في حديثه لـ "العربية نت" إن إنتاج النفط الليبي لازال مستمرا لكن التأخير بدأ في تحميل البواخر، وقال إن المخاوف تساور الخبراء بشأن انتشار المظاهرات في دول إفريقية أخرى، كالجزائر و أنغولا و نيجريا حينها تصبح السوق في وضع صعب.
وعلى الرغم من أن ليبيا تنتج حوالي 1.6 مليون برميل يوميا وهي تاسع أكبر منتج عالمي بين الأعضاء الإثني عشر في منظمة أوبك، ورغم استطاعت السعودية تعويض السوق هذه الكمية الا أن المخاوف الحقيقية هو انتقال الفوضى نحو دول إفريقية أخرى كالجزائر ونيجريا وانغولا.
في هذا الصدد نقلت وكالة "رويترز" عن غولدمان ساكس قوله اليوم الخميس إن المخاوف تسود أسواق النفط من احتمال امتداد الاضطرابات التي اجتاحت ليبيا إلى دول أخرى منتجة للنفط وإن تعطل المزيد من الإمدادات قد يؤدي لنقص حاد في الأسواق ويتطلب ترشيدا للاستهلاك.
وقال جيفري كوري المحلل لدى غولدمان ساكس في مذكرة بحثية لا تستطيع السوق من وجهة نظرنا تحمل المزيد من تعثر الإمدادات خاصة وأن الاضطرابات الليبية تستنفد نصف فائض الطاقة الإنتاجية لدى منظمة أوبك.
وقال كوري هذا يجعل المخاطر المرتبطة باتساع نطاق الاضطرابات أعلى بكثير مما كانت عليه قبل عدة أيام إذ أن مزيدا من تعطل الامدادات قد يؤدي لنقص حاد في أسواق النفط العالمية وهو ما سيتطلب ترشيدا كبيرا في الطلب.
وبالرغم من أننا نعتقد أن وصول العدوى إلى منتجين كبار للطاقة في الخليج احتمال منخفض نسبيا فإن المخاطر المرتبطة بانتشار العدوى أعلى كثيرا في الوقت الحالي وهو ما يخلق المزيد من المخاطر الصعودية لتوقعاتنا بشأن الأسعار.
ومع ذلك أضافت المذكرة أن المستوى المرتفع من المخزونات العالمية قد يعوض.