"علم الملكية" يرتفع في ليبيا للمطالبة بالعودة إلى عهد "ما قبل القذافي"
أحمر وأسود وأخضر تتوسطه نجمة وهلال
لم ينتظر المحتجون الليبيون تنفيذ وعد سيف الإسلام القذافي بالاتفاق على "علَم جديد ونشيد جديد"، بعد "ليبيا جديدة، التي نحلم بها كلنا"، بحسب ما ورد في خطابه مساء الأحد 20-2-2011.
إذ تظهر صور المظاهرات المستمرة في ليبيا، وتلك التي ينظمها الليبيون في الخارج، علماً ثلاثي الألوان يرفعه المحتجون، بدلاً من "علم القذافي" الأخضر. واللافت أن العلم الثلاثي الألوان (الأحمر والأسود والأخضر)، الذي تتوسطه نجمة وهلال، هو علم الفترة الملكية، التي امتدت بين عامي 1951 و1969. واستُوحت فكرته من قصيدة للشاعر العراقي صفي الدين الحلي. حيث يدل الأسود على الحقبة الاستعمارية والأحمر على دماء الشهداء، والأخضر على الأرض.
ويرفع المتظاهرون "العلم الملكي"، تعبيراً عن الرغبة في العودة إلى فترة "ما قبل القذافي"، الذي غيّر العلم ليكون باللون الأخضر، عام وصوله إلى الحكم في 1969.
وتم رفع "العلم الملكي" فوق المباني التي احتّلها المتظاهرون، كمبنى محكمة بنغازي، والمنطقة الشرقية، ومدينة المرج، والقنصلية الليبية بمدينة الإسكندرية.
والعلم الليبي الحالي هو الوحيد في العالم الذي لا يتضمن أي عبارة ولا حتى رمز أو رسم.
"علم الاستقلال"
وبقدر ما يحرص المتحمسون للاحتجاجات الليبية على بث آخر أخبارها على المواقع الاجتماعية، يحرصون كذلك على تأكيد استعمال العلم الملكي، الذي يسمّونه "علم الاستقلال".
فيقول بن غازي، مخاطباً صديقه المصري عبر "تويتر": "لا ترفعوا خرقة القذافي الخضراء. علم ليبيا هو علم الاستقلال، أرجوك أعلم الجميع في مصر. الخرقة الخضراء ليست لنا".
وتشرح لولا جمال أن "الثوار في ليبيا يستخدمون العلم الليبي القديم قبل علم ثورة الفاتح الحالي الأخضر في تظاهراتهم، في إشارة إلى رفضهم للقذافي والثورة السابقة بالكامل".
كذلك يطلب سليم اليبك: "بلاش حدا يحطلي علم ليبيا اللي جابه القذافي معه، الأخضر عأخضر، علم ليبيا المظبوط هو أبو تلات خطوط احمر وأسود وأخضر ونجمة وهلال بالنص".
لكن لم يكن العلم الجديد - القديم مألوفاً للكثيرين، منهم محمد الأنصاري الذي يسأل "هو علم ليبيا اتغير إمتى للعلم أبو 3 ألوان وهلال ونجمة ده؟". فتجيبه مريم حمودة "علم استقلال ليبيا: من 1951 إلى 1969 يعود إلى ليبيا بعد 42 سنة من الغياب".
ويعلّق بشير هاشم ساخراً: "أتوقع أن علم ليبيا الأخضر ليس خالياً تماماً من أي عبارة. يبدو لي انه هناك شيء مكتوب لكن القذافي أصر على أن يُكتب بنفس اللون".
تاريخ تغيرات العلم
وتاريخياً، تم تغيير العلم الليبي وفق متطلبات المراحل السياسية التي شهدتها البلاد. فخلال فترة الحكم التركي، التي امتدت نحو 4 قرون، من1551 إلى 1911، كانت الأعلام المختلفة المستخدمة باللونين الأحمر أو الأصفر، مع ثلاثة أهلة بيضاء. وأحياناً أفقياً بألوان الأحمر والأخضر والأبيض، أو الأحمر والأبيض والأخضر، بحسب ما تذكر موسوعة "ويكيبيديا" الإلكترونية.
وبين عامي 1911 حتى عام 1943 رفعت ليبيا علم "المملكة الإيطالية" التي احتلتها.
وجاءت بعدها فترة الإدارة البريطانية-الفرنسية (1943-1951). لتليها مرحلة الملكية، التي يرفع المحتجون علمها حالياً، بعدما كان رمز المملكة الليبية، بين عامي 1951 و1969.
وبعد وصول القذافي إلى الحكم عام 1969، تم تغيير اسم البلاد إلى "الجمهورية العربية الليبية"، والعلم إلى اللونين الأحمر والأبيض والأسود.
وبين عامي 1972- 1977، تم تغيير العلم والاسم، مرة جديدة، ليصبح علم الاتحاد الذي ضم مصر وليبيا وسوريا. وبقي العلم الموحد لهذه الدول حتى 1977 بعد زيارة السادات إلى إسرائيل. فغيرت ليبيا علمها إلى العلم الحالي. أما سوريا فغيرت العلم في 1980. ولايزال العلم الحالي لمصر.
أما التغيير الأخير للعلم الليبي، ليصبح بلونه الأخضر الحالي، فيعود ليوم 11 نوفمبر 1977، الذي ترافق مع تغيير اسم الدول إلى "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية". ثم أضيفت العظمى عقب الهجوم الأمريكي على مدينتي طرابلس وبنغازي عام 1986.