سلسلة اهوال اليوم المعلوم رقم 8
لمن ألملك أليوم ..؟؟
تتوالى ألأحداث ، رهيبة وقاتمة فلم تعد للحياة المترفهه وجود ،ولم يعد ذلك ألإنسان ألرعديد برغم هزالة ضعفه وتهالك بنيته وظلمه الشديد لأخيه ألإنسان ،بل لكل من حوله من كائنات ،قد صار تحت قبضة الموت مهانا لايمتلك حتى أن يحرك شعرة صغيرة في جسده ،فقد ذاقت الأنفس الموت كما أراد ألمولى سبحانه وتعالى ،قال تعالى ( كُل نَفْس ذَائِقة ألموت )وقال تعالى (يَوْمَ هُمْ بارِزُون لايَخْفَى عَلَى اْلْله ِمِنْهُمْ شَىء لِمَنِ اْلْمُلْكُ اْلْيَوْمَ لله الواحد القهار )أيه 16 سورة غافر،من هنا مكمن عظة ألقهر والجبروت ،وألشدة في الغضب ،يقول الله :لمن الملك اليوم ؟؟؟؟؟ ثلاث مرات فلا يجيبه أحد ،لأن ألعالمين جميعا كلهم بجميع أشكالهم وأنواعهم أموات ،فلن يقف أمام عظمة قول ألله شىء حتى ألموت نفسه بقهره وشدته وغصته وشدة نزعه للأرواح أينما كانت فهو خلق من خلقه سبحانه وتعالى ،وهو مقهور وذليل أمام تلك القوة ألعظيمة من القهر والسلطان فالله ليس كمثله شيء ،ولا يعلم قدره غيره ،ولايبلغ الواصفون صفته ،والعظة هنا كبيره وعظيمه فى الهدف وفى المعنى ،فمن ماتوا فى ألفزع كانوا قبل موتهم يمتلكون ماأعطاهم الله من رزق ومأوى وملبس ومتاع وكانوا يلبسون ألملابس ،وبعد موتهم تساووا مع من قد مات قبلهم،ولكن قدرة الله المحيى والمميت قادره على توصيل ألسؤال الموجه من الله إلى كل ألأموات (لمن ألملك اليوم؟)إلى أسماعهم وبرغم أنهم أموات فلن يقف أمام قول الله وسؤاله شىء جلا وعلا شأنه ألكبير ألمتعال ،حتى الموت،وسماعهم لسؤال الله وهم لايستطيعون الإجابة فيه حسرة وندامة لو وزعت حسرة شخص واحد على السموات جميعا لذابت إنها حسرة الندامة الأبدية وزوال النعم والأموات قد تجردوا من كل شىءوهم فى قبضة وسيطرة الموت لايستطيعون ألإجابه ،فيجيب من له ألعزة والدوام والذى كل شىء هالك إلا وجهه،(لله الواحد القهار ) وهنا يأتى يقين ألإقرار من ألعالمين برغم موتهم فهاهم ميتون حتى رد ألإجابه على سؤال القدير لن يستطيعوا ألإجابه عليه وسيطرة الموت عليهم بكل كأس مرارتها قد عاينوها وذاقوها ،وكل مافى الكون سكن مخافة من ألجبار والكل ينتظر ألأمر فهذا يوم ألحسرة وألندامه وتمزيق ألأوصال من الرعب ألمكتوم الخانق والقاتل لكل المشاعر ألمتدانية من تدانى الذنوب عليها جاثمه على الأرواح والأنفس وزفير الحسرات ،فهذه القوة ألجبارة ألمسيطرة على كل شىء وكل شىء عندها هين ويسير ،فلا صعب ولا مستحيل فسبحانه قد إشتد غضبه ،وحاق بالعباد ماحاق ،ومن هنا تشتد حسرتهم عندما تأتى نفخة البعث وقد خرجوا من ألأجداث حفاة عراة لأن الملك رجع لمن أوجده وحده وهم يعلمون أن هذا اليوم من أوله من عند شروق الشمس من المغرب إلى أخر مشهد من مشاهد القيامه مقرين بها ومخزولين ،وقد كانوا من قبل قد خلق الله لهم ألوجود كله وميزهم عن كثير من خلقه وأطعمهم وكساهم وأواهم وسترهم عند إقتراف الذنوب ،ومن عظيم إحسانه عليهم أنه نسب إلى كل فرد منهم مُلْكِ ألخالق للمخلوق وهو سبحانه ألعاطى الرزاق وصاحب الفضل والنعم بل قال من شدة فضله وإحسانه (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له)تخيَّل اخى مدى ألكرم العظيم من إله جبار عظيم ،فهذه نبذه بسيطه نطرح منها ألأحداث،أما مافيها من آيات فهى رائعه ومرَّوِّعه فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بأشياء كثيره ليؤكد لخلقه خطورة ألتهاون وعدم ألتقدير لفظاعة ألموقف فى هذا اليوم ألسرمدى الرهيب ،وإنه سبحانه وتعالى سوف ينتقم من المجرمين،وألعلم الحديث قد أخذ بأيدينا ليوضح لنا جلال ألقسم وبعكس جلال الحدث الذى قدتم او سيتم فى ألسماء كل آن وحين،ثم إنجلال ألحدث يضع اماه عقولنا صورة مثيرة لما تنطوى عليه هذه ألأحداث وألأيات ألتى توضح لنا قدرة الله سبحانه وتعالى ألمطلقه وألتى لامنتهى لها لكل ألوان ألأشياء،والإنسان بطبيعته لايُقَّدِّر فضل ألنعم ألتى أهداها له ألله ألعلى القدير،وكثيرا لايعلم عن نفسه هو ذاته شيئا ،فذرات جسده وألتى لايستطيع أحد حصرها أو حصر أعدادها وألتى يتكون منها جسده أنه من أعظم ألنعم وتعمل بنفس نظام هذا الكون أللامتناهى برغم أن هذه الذرات ألمتناهيه جدا فى الصغر ولاترى بالعين ألمجرده ولا بالتلسكوبات ألمتوسطه إلا إذا كبرت بالتلسكوبات العملاقه ولمئات ألألاف من المرات ، وتتكون الذره من نواه وهذه ألنواة مبنيه من أجسام صغيره جدا فى ألحجم وتسمى(بروتونات)وهى جسيمات كهربائيه موجبه وبعضها يسمى(نيوترونات) وهى جسيمات متعادله يدور حولها ومن مسافة بعيده نسبيا (أليكترونات)وهى جسيمات كهربائيه سالبه ،ومعظم ألذرة فراغ ،تدور فيه أجسامها ألصلبه ،حتى أن نسبة ألماده ألصلبه ألتى تبنيها للفراغ ألذى تدور فيه (ألأليكترونيات )وهوبنسبة(واحد إلى ألف مليون ) ولقد قدر العلماء هذه المسافات برغم ضآلتها وحسب الدوران رغم ضخامتها لكى تتوازى ألأمور فى ذرة ألإنسان كما تتوازى فى ألسموات،فسبحان من كانت عظمته تتجلى فى الصغر المتناهى من خلقه كما هو فى ألكبر أللامتناهى من ألعظمة،كالذى يدور فى ألفلك ألعظيم ،وبما أن ألنعم الكونيه فى زوال ،فكذلك ذرات الإنسان فى زوال ،لأنها مرتبطة بالكون العظيم ،وكانت فى ألدنيا تسبح ،كما كان الكون كله يسبح ،فإن كان من أصحاب ألشقاء فسيكون رعب وألم وفظاعة ألزوال أسوأ وأجسم ،وكما يكون فى ألكون دمار وزوال فسوف يكون داخل جسد ألإنسان دمار وتغيير للنعمإلى ألأسوأ فتعظم خلقته ويتحول وجهه إلى ألسوادأو إلى ألإزرقاق حسب عمله مع الله،أما إذا كان من اهل ألسعادة وألنعيم ،فسوف يكون زوال ألنعم إلى ألأحسن،فيبيض وجهه وتتحسن خلقته ويكون وجهه كالقمر فى ليلة البدر ،وناهيك أخى عن وقفة ألمتكبرين وما يصاحب ذلك من فظاعة ألألم وكأنه يحيط به الموت من كل جانب وماهو بميت،هذا كله يعترك فى الباطن ،أما الظاهرفستتزلزل أركان جسده كلها بهلعه ورعبه ،علاوة على ألعرق ألذى يخرج من ألأجساد وكل عرق يلازم صاحبه ولايبرحه ،علاوة على حمل أثقال أوزارهم،والخطر ألفادح أن ألإنسان لم يفطن لمكر ألشيطان وألنفس ألأمارة بالسوء بأن يهوِّنا عليه عليه مصائب ومواقف هذا اليوم العصيب ،ثم يستدرجانه ليدخل فى صفات النفاق وعدم المبالاه والرياءفى ألأعمال حتى يصبح فريسة سهله ويفاجأفى ألنهايه وهو واقف للحساب أمام رب العالمين أنه قد حبط عمله ،وقد كان فى ألدنيا يظن أنه يحسن صنعا ،وقد صار من ألأخسرين أعمالا وألله ساخط عليه ،وأنتم ترون ماأقدم عليه ألإنسان فى هذه ألأيام من خسه منقطعة ألنظير فقتل الإبن أباه وقتلت ألأم وليدها أو إبنها وتقطعت الأرحام ولم يتعلم ألإنسان من ألحشرات إذ أن ألنمل ألإستوائى ألسباح يصنع من أجساده كتلا تشبه الكره عندما يفاجأ بالسيول وألتى يبحر معها ثم يطفوافوق ألماء ،وفى رحلتهم يضع ألنمل صغاره داخل هذه ألكره ألمصنوعه من أجساد ألنمل ألكبير حتى يحميهم من ألسيول ويوفر لهم ألأمن وألأمان أليست هذه عظة وعبرة لقوم يتفكرون ؟ولو يعلم ألإنسان مدى رحمة الحشرات أو ألحيوانات كل لبنى جنسه لما نزع عن نفسه رداء الرحمه فنعم الله عليه عظيمه ،فمثلا القلب الذى يمدك بشريان الحياة يعتقد كثير من ألناس أن ألقلب دائم ألعمل بلا توقف والحقيقه غير هذا فإن القلب عدو ألإسراف، وثمة فترة إستراحة بين كل نبضه وأخرى ،فالقلب ينبض بمعدل سبعين نبضه فى الدقيقه وهو المعدل ألعادى،ويشتغل فى الواقع تسع ساعات فقط فى كل 24 ساعه ومجموع فترات الراحه ألتىيستريحها القلب تبلغ15 ساعه فى اليوم علما بأن قلب ألذبابه ينبض فى ألدقيقه الواحده (ألف نبضه ) فنعم الله على ألإنسان كثيرة جدا ولانستطيع أن نحصيها،وإلى هذا ألحد أخى نكتفى لنستكمل ألحديث عن أحداث اليوم المعلوم فى الرسالة القادمه هذا إن كان لى فى العمر بقيه............ساديكو