ويكيليكس يسرِّب ربع مليون برقية سرية تكشف عن اتصالات أميركية
كشف موقع ويكيليكس الاحد 29-11-2010 عن نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية سارعت كبريات الصحف العالمية الى نشر اعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الاميركية، منها دعوة بعض الدول الى ضرب ايران.
وسارع البيت الابيض الى التنديد بالعمل "غير المسؤول والخطير" لموقع ويكيليكس معتبرا ان هذه الخطوة يمكن ان تعرض حياة كثيرين للخطر.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في بيان "ليكن واضحا ان هذه المعلومات تعرض للخطر دبلوماسيينا والعاملين في اجهزة الاستخبارات والاناس في العالم اجمع الذين يطلبون من الولايات المتحدة مساعدتهم لنشر الديموقراطية".
وزارة الدفاع الاميركية بدورها نددت بنشر هذه الوثائق التي "تم الحصول عليها بشكل غير شرعي" من قبل موقع ويكيليكس، واكدت انها اتخذت اجراءات لتجنب تكرار هذا التسرب في المعلومات.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز الاحد ان ما تم الكشف عنه هو عبارة عن "ربع مليون برقية دبلوماسية اميركية سرية".
وكان موقع ويكيليكس سلم هذه الوثائق الى نيويورك تايمز والى العديد من وسائل الاعلام في العالم التي باشرت نشر بعض منها.
وقالت نيويورك تايمز ان هذه البرقيات "تقدم عرضا غير مسبوق للمفاوضات الخفية التي تقوم بها السفارات في العالم".
واضافت الصحيفة الاميركية ان "بعض هذه الوثائق حديث جدا ويعود الى شهر فبراير/شباط الماضي".
وتكشف هذه الوثائق امام الجميع اتصالات تبقى طي الكتمان عادة وتتعلق بالكثير من الملفات.
إيرانياً كشفت وثيقة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الاول 2009 ان استراتيجيتها للتفاوض مع ايران "لن تنجح".
وتعرض مراسلة اميركية محادثة جرت في الاول من ديسمبر/ كانون الاول 2009 بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية وايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية.
وكتبت المسؤولة الدبلوماسية الاميركية ان "جلعاد قال انه غير واثق بان ايران قررت صنع سلاح نووي، لكن ايران "مصممة" على ان يتاح لها خيار صنع هذا السلاح".
واضاف جلعاد ان دبلوماسية الرئيس باراك اوباما التي تقوم على التفاوض "فكرة جيدة، ولكن من الواضح جدا انها لن تنجح".
وقبل ساعات من نشر موقع ويكيليكس هذه المراسلات الدبلوماسية قال مدير هذا الموقع جوليان اسانج في مؤتمر عبر شاشة فيديو مع صحافيين في الاردن ان الوثائق السرية الاميركية التي سينشرها موقعه تشمل "كل المواضيع الكبرى".
وردا على سؤال للصحافيين عما اذا كانت التسريبات الجديدة تشمل من جديد الحرب في العراق وافغانستان، قال اسانج "الوثائق التي نستعد لنشرها تتعلق بكل المواضيع الكبرى في جميع دول العالم".
واوضح انه يتحدث الى الصحافيين عبر شاشة فيديو لان "الأردن ليس البلد الاكثر امانا عندما يكون الشخص ملاحقا من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه)" من دون ان يحدد المكان الذي يتحدث منه.
وكانت السلطات الاميركية اجرت اتصالات مع نحو عشر دول بينها دول متحالفة استراتيجيا مع الولايات المتحدة مثل استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وتركيا لتنبيهها الى ضرورة استيعاب اي تداعيات محتملة لنشر هذه الوثائق.
ورفضت الادارة الاميركية السبت اي تفاوض مع ويكيليكس مشددة على ان هذا الموقع المتخصص حصل على هذه الوثائق عبر خرق القوانين الاميركية المرعية الاجراء.
ولم تتضمن المعلومات التي نشرت حول افغانستان من قبل موقع ويكيليكس في يوليو/ تموز الماضي معلومات مهمة في حين ان المعلومات التي كشف عنها والمتعلقة بالعراق ركزت على تجاوزات ارتكبت بين فصائل عراقية متعددة.
واوضح اسانج ان "هذه الوثائق السرية الـ 250 الفا مصدرها السفارات الاميركية في العالم اجمع، وقد لاحظنا ان الولايات المتحدة ردت خلال الاسبوع المنصرم عبر محاولة امتصاص ما قد يحدثه ذلك من تاثيرات".
وشدد على ان "لدى موقعنا اربعة اعوام من الخبرة في نشر الوثائق".
واضاف "وفق معلوماتنا (...) لم يتعرض فرد واحد للخطر بسبب اي معلومة قمنا بنشرها".