قادة العراق يبحثون أزمة تشكيل الحكومة في اربيل
قتل 31 شخصا على الإقل وأصيب 91 آخرون بجروح الإثنين 8-11-2010 في أعمال عنف في العراق، بينها تفجيران بسيارة مفخخة استهدفا زوارا إيرانيين في مدينتي النجف وكربلاء. وتزامنت التفجيرات مع اجتماع عقده قادة الكتل العراقية في مدينة أربيل لبحث مستقبل تشكيل الحكومة.
وأعلن مسؤول في الشرطة أن انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في شمال مدينة كربلاء على مقربة من حافلة تنقل زوارا إيرانيين أتوا إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، مما أدى الى مقتل عشرة اشخاص بينهم اربعة ايرانيين وسقوط 42 جريحا.
وفي وقت لاحق انفجرت سيارة مفخخة في النجف على بعد 150 كلم جنوب بغداد مستهدفة أيضا زوارا ايرانيين ما ادى الى مقتل ستة من الزوار وعراقيين اثنين. كما اصيب 16 شخصا بجروح غالبيتهم من الزوار الايرانيين حسب ما افاد عضو مجلس محافظة النجف خالد الجشعمي.
وفي المساء انفجرت سيارة مفخخة ثالثة داخل حي مكتظ في البصرة جنوب العراق ما أدى ألى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 30 شخصا بجروح حسب ما أفاد مسؤول عسكري في المدينة.
وفي الخالص شمال بعقوبة في محافظة ديالا انفجرت قنبلة مستهدفة محلا لبيع المواد الغذائية ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح حسب قيادة عمليات المحافظة.
وأفاد مصدر أمني أيضا أن شرطيين قتلا في هجوم استهدف الموقع الذي كانا فيه على بعد نحو عشرين كليومترا جنوب الموصل.
على صعيد آخر اجتمع قادةُ الكتل العراقية الاثنين 8-11-2010 في أربيل بدعوة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لبحث أزمة تشكيل الحكومة.
وركز رئيس قائمة العراقية إياد علاوي في كلمته على توزيع الصلاحيات بين مختلف الكتل لتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقة، للوصول إلى عراق موحد يلتقي مع طموحات أبنائه.
وشدد علاوي على أن "(العراقية) تطالب بأن تكون الشراكة الوطنية مبنية وفق أسس التوازن والاستحقاق وأن تكون شراكة حقيقية"، مضيفاً أن "المساعي الأساسية في تقدير ائتلافه لتعريف الشراكة ومعناها الحقيقي مبني على التوازن وعدم التمايز".
وتابع أنه "لابد من شراكة حقيقية وطنية بين الكتل على التساوي خاصة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية"، مؤكداً وجوب "اعتماد مسألة الصلاحيات على أن تكون موزعة وضامنة بعيداً عن الطائفية والجهوية".
وأشاد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بمبادرة بارازاني واصفاً الاجتماع بأنه دفعة جديدة لتحقيق التفاهم محذراً من خطورة الخلافات على الشعب العراقي.
وعبر نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي عن اعتقاده بأن الاجتماع لن يتمكن من تسوية الخلافات العالقة، قائلاً إن "العراق في مأزق والكل يدرك ذلك وتجاوز الأزمة يستلزم الحوار"، مؤكداً أن "هناك الكثير من المسائل الخلافية التي لم يحسم الأمر بشأنها والتي تستلزم الكثير من الوقت للتباحث بشأنها".
ودعا الهاشمي الى مراجعة العملية السياسية في العراق مذكراً "بالتناقضات الموجودة في الدستور التي تستدعي إعادة النظر فيها".
بدوره قال زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إن "حوارات بغداد التمهيدية جعلتنا أمام فرصة كبيرة لإنجاز وتحقيق هدف هذه المبادرة وتشكيل الحكومة العراقية يدعم التشاور والالتزام بالدستور هو المدخل لإنجاح مشروع الديمقراطية في العراق".
ودعا الحكيم الى أن "يخرج الجميع من هذا الاجتماع وهم منتصرون"، موضحاً أنه "لا بديل عن الحوار والمصارحة لتحقيق مصالح الجميع دون أن يكون ثمة خاسر وأن يتفهم كل منا هواجس الآخر".
وأكد أنه "يجب علينا ان ننهي الجدل السياسي ونتفرغ الى بناء حكومة الخدمة الوطنية"، منتقداً "غياب المرأة عن هذا الاجتماع وكنت أتمنى أن تحضر المرأة وتمثل في هذا الاجتماع لما تقوم به من دور بناء في المجتمع".
من جهته أكد نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته عادل عبدالمهدي أن "ثمة اموراً سلبية كثيرة ومتراكمة تتطلب حكومة وطنية يتشارك فيها الجميع ولا يهمش فيها أحد".
وقال المهدي إن "الديمقراطية في العراق هشة وبحاجة للدفاع عنها لتنضج"، مضيفاً أن "لقاءات الحوار مثل لقاء أربيل هذا هي الخيار الامثل لمعالجة الخلافات".
وانتقد "غياب مجلس النواب الذي يمثل غيابه تغييباً لإرادة الناخب العراقي"، مشدداً في ذات الوقت على أنه "يتعين الانتقال من الحديث الى العمل الفعلي والتوصل الى صيغة توافقية تفضي الى عقد جلسة مجلس النواب".