Mohamed الـمشـرف الـعـام
عدد الرسائل : 319 نقاط : 57907
شارك الموضوع Share:
| موضوع: بيان فضل [ ليلة القدر ] والحث على الاجتهاد 2010-08-29, 22:25 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فضل شهر رمضان على غيره من الشهور ، وخصه بليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ، وبعد : قال الله تعالى : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ . [ الدخان : 3 - 4 ] . وقال تعالى : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ . [ القدر : كاملة ] .
وهي في شهر رمضان المبارك لقوله تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ . [ البقرة : 185 ] .
وترجى في العشر الأواخر منه ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) . [ متفق عليه ] . فينبغي الاجتهاد في كل ليالي العشر طلبًا لهذه الليلة ، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . وأخبر تعالى : أنها خير من ألف شهر ، وسميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، لقوله تعالى : ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ . [ الدخان : 4 ] . وهو التقدير السنوي ، وهو التقدير الخاص ، أما التقدير العام : فهو متقدم على خلق السماوات والأرض كما صحت بذلك الأحاديث . وقيل سميت ليلة القدر ؛ لعظم قدرها وشرفها ، ومعنى قوله تعالى : ﴿ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ . [ القدر : 3 ] . أي : قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها ، وطلبها في أواخر العشر آكد ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اطلبوها في العشر الأواخر في ثلاث بقين أو سبعين بقين أو تسع بقين ) .
وليلة سبع وعشرين أرجاها لقول كثير من الصحابة إنها ليلة سبع وعشرين - منهم : ابن عباس وأبي بن كعب وغيرهما - وحكمة إخفائها ليجتهد المسلمون في العبادة في جميع ليالي العشر ، كما أخفيت ساعة الإجابة من يوم الجمعة ليجتهد المسلم في جميع اليوم .
ويستحب للمسلم : أن يكثر فيها من الدعاء ، لأن الدعاء فيها مستجاب ويدعو بما ورد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت يا رسول الله : إن وافقتها فيم أدعو !؟ قال : ( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . [ رواه أحمد وابن ماجة ] .
فيا أيها المسلمون اجتهدوا في هذه الليلة المباركة بالصلاة والدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة ، فإنها فرصة العمر ، والفرص لا تدوم ، فإن الله - سبحانه - أخبر : أنها خير من ألف شهر ، وألف الشهر تزيد على ثمانين عامًا ، وهي عمر طويل لو قضاه الإنسان كله في طاعة الله . فليلة واحدة وهي ليلة القدر خير منه ، وهذا فضل عظيم ، وهذه الليلة في رمضان قطعًا وفي العشر الأخير منه آكد ، وإذا اجتهد المسلم في كل ليالي رمضان فقد صادف ليلة القدر قطعًا ورجي له الحصول على خيرها .
فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله ، فاحرصوا - رحمكم الله - على طلب هذه الليلة ، واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها ؛ فالمحروم من حرم الثواب ، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم .
أيها العاصي تب إلى ربك واسأله المغفرة ؛ فقد فتح لك باب التوبة ، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذ لنفسك بأسباب النجاة .
والحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
| |
|