معجزة الصيام فى العالمين (2)
ندم بلا حدود
تأملت في نفسي كيف كانت سرعة تعاقب ألأيام وألسنين ورمضان يلي رمضان ، ورأيت نفسي طفلا ثم شابا ثم كهلا وكأنني أشاهد فيلما سينمائيا لن أفيق منه إلا بعد أن يذهب بعمرى كله وكأنها لحظات قد مرت بخيرها وشرها وشعرت أنني قد افتقدت كنوزا من صالح ألأقوال والأعمال مما يجعلني أكتسب رضا ربى وأزحزح نفسي بعيداًعن ألنار،ثكلتنى أمي فليس لى عزر عند الله وليست عندي حجة أدافع بها عن نفسي وإقتراب ألأجل وشدة ألحساب تجعلنى أعتصر ألما ،فكم رمضان قد مر على فى حياتى وكم شهر وكم يوم وكم ساعة وماذا فعلت فيها من ذنوب إن ألندم فى ألحقيقة لايكفى ؟فالغفلة رداء قاتم يجثوا على البصيرة والقلب وينتزع الحياء والفكر ويصبح ألإنسان تحت سطوته مجرد أشلاء حيه لاتسمع ولاترى ولاتدرى وبرغم تراكم نزول آيات ألله على سطح ألأرض ألتى توضح كل شىء بالدليل وألعلم وألبرهان ،وماكان بالأمس ألقريب فى علم ألغيب بات أليوم ظاهرا وواضحا جليا كوضوح ألشمس فلا مهرب من ألحق، والحقائق ألتي منَّ الله علينا بها قوية ورهيبة ، فالكون كله برغم أنه جماد فى نظر ألإنسان فهو يقر بفضل الله عليه ويشكر ويسَّبح بكل مافيه من طوائف ألمخلوقات ولم يفتر ولم يتخاذل فقدرة ألله مطلقة وليس لها حدود سبحانه ، وقد ذكر الله كثيرا من ألآيات ألتي توضح ذلك في كتابه ألكريم ، وحتى نضع الأمور في نصابها ونزرع الخشية وألوجل من الله فى قلوبنا وجب علينا أن نلقى ضوءا خفيفا عما في هذا الكون من عظمة حتى نعطى لأنفسنا الفرصة أن تتعرف على بعض أغواره الحقيقية لتعلم ألنفس ألخبيثة مقدار ضعفها ومنتهى تفاهة حجمها بالنسبة لحجم هذه الأرض ألذى يبلغ 1083207000000000كم وقلت لنفسي كم يشغل جسدي من حيز مساحة ألأرض راقدا ميتا أو حيا ؟ لاشيء فأنا أصغر من فيروس بالنسبة لحجم ألأرض إذن لماذا ألجشع وألتفانى في حب ركام زائل ؟ فتعجبت من مطامع النفس كيف تمرح وتغتر؟ بل كيف راقت لقلوب الذين يترنحون رقصا ولهوا والموت ينتظرهم والخسران المبين أما ألصراع على ألمأكل فقد وجهنا ألنبي صلى الله عليه وسلم في حديثه ألعظيم ألذي قال فيه (يكفى بن آدم لقيمات يقمن صلبه)وقد أيدت ألبحوث هذه ألمعجزة ألنبوية في إحصاء قام به أحد علماء ألتغذية في ألولايات المتحدة أن ألإنسان ألمتوسط ألعمر يأكل في حياته كلها نحو90 ألف رطل من ألمواد ألغذائية ألمختلفة ولايستفيد جسمه من كل هذه ألكمية أكثر من مليء حوالي 70 ملعقة من ألفيتامينات !!ولو تمعن ألإنسان قليلا فإن شهر رمضان هو شهر تتضاعف فيه ثواب ألأعمال فماذا يحدث لو إننا إدخرنا ألفائض من ألغذاء وألكساء وتراحمنا مع ألفقير ووضعنا ثواب كل هذا في دار ألبقاء ؟ ولماذا الصراع على ماهو زائل وغير مجدي بالمرة ؟ فالقناعة تاج يضيء نوراً فوق رؤوس ألمخلصين وليس لله حاجه لمن يعمل ولاينظر إلى ألإخلاص في عمله ولا إلى الذين يتركون طعامهم وشرابهم ولايكفون أبصارهم وألسنتهم على ألسعي في إيذاء خلق الله وإستطعام ألغيبة وألنميمة وقذف ألمحصنات ويظنون برغم ذلك أنهم يحسنون صنعا ولم يراعوا حق الله في رحمتهم للجائع والمحتاج فكل ألمخلوقات تخشع لله وتطيع وتصبر وتقنع بالقليل وتؤدى فريضة الصوم كعبادة خالصة وفائدة للجسم قد تعلمها الحيوان وسائر ألكائنات الحية قبل ألإنسان ،ولو تدبرنا مكانة هذه ألأرض بالنسبة لهذا ألكون ألفسيح فالأرض مجرد هباءة صغيرة لاتذكربالنسبة لحجم هذا الكون ألعظيم فهناك كواكب عملاقه تابعة للمجموعة الشمسية كالمشترى مثلا فهو يبلغ قدر حجم الأرض (313 )مره وهو جند من جنود الله يسير فى الكون و قد سخره الله لحماية الأرض وماعليها وقد كادت كوارث كثيرة تطيح بالأرض وما عليها فكانت جاذبية هذا الكوكب العظيم حماية من كل شيء يقترب من الأرض فهذا الكوكب يؤدى مهمته التى كلفه الله بها رحمة للعالمين ،وقدرة ألجبار سبحانه وتعالى تحرك هذا الكوكب العملاق فى الفضاء حول الشمس بسرعة تزيد عن ثمانية أميال في الثانية الواحدة لم يفتر عن التسبيح لحظة ولكن لا نفقه تسبيحه وذلك ماأثبتته ألبحوث العلمية وهو يعتبر من الجوار ألكنس التى ذكرها الله في كتابه فقال تعالى (فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس ) وذلك لأنه يدور في فلك محدد من الله ويدأب دورانا في الكون يكنس كل ما يهدد جو الأرض لمنع الكوارث الفضائية عنها وعماُ عليها ،نعم ونحن في سبات عميق حتى شعائر الله التي كان لابد فى تأديتها توخي ألحذر من ألخطأ أو ألتهاون فى أدائها أصبحت عادة تؤدى ليس إلا فمن يستقبل رمضان مثلا لايهمه إلا أمر نفسه فقط وعليه أن يدخر في بيته من الغذاء وسبل ألاستجمام والراحة مايجعل هذا الشهر عظيما يحييه ويحيطه بكل أنواع الترف والمسلسلات والغناء ولم شمل ألأسرة على نقيض من سموم هلاك رمقة ألإسلام في القلب والمشاعر وأصبحت حياته أكلا وشربا وقليل ألقليل من شعائر العبادة فكم من مرة ومرات وأنا على مائدة الإفطار أتفكر في قول ألله سبحانه وتعالى(يأكلون كما تأكل الأنعام بل هم أضل )فأظن نفسى أنني قد تركت جارا جائعا أو أحداً أعرفه يحتاج إلى مساعده وقد نسيته أو أكون قد أعمتني نعمة الله عن ذكره فأكون كالأنعام فشكي وإتهامى لنفسي يؤرقنى،وويلي ثم ألف ويلي فلم أتعلم من أسماك القط ألبرى شيئا فقد كتب على ذكورها الصوم لستة أسابيع على فترات متقاربة ليكون صياما وتعبدا وفائدة لجسده فبرغم ضآلة حجمها بجانب إحتضانها للبيض في فمه حتى يفقس وقد كان من الممكن أن يجعل أنثاه بديلا لحمل هذا البيض ويرتع هو بحياته إنها عظمة القادر الذي الهم وهدى ،ولكن النفس البشرية لن تعي هذا الدرس جيدا فتخشع وتستسلم لبكاء ألضمير وألقلب فهما ألعامل ألأساسي في بناء خشوع ألإيمان
إننا لم نعى دروسا حقيقية وكثيرة ممن حولنا ولعل الضمير
هو الذى يدير شريط تقلب السنين وألأيام لكى نتدبرها
سويا ثم نبحث عما يعوض خسارة مامضى
والى الحلقات القادمه طوال شهر رمضان
إن كان لي في العمر بقية
ساديكو