بحر الحياة للشاعر سليمان بن عبد العزيز الشقحاء
بحر الحيـاة خضـم ثائـر الحمـم
أبحرت فيـه بـلا خـوف ولا سـأم
أهيم في البحر والأمـواج تلطمنـي
أصارع المـوج بالأخـلاق والقيـم
أغوص في البحر والحيتان ترقبنـي
فأتقيهـا بتـقـوى خـالـق الأمــم
أنـا اللبيـب إذا مـا انتابنـي قلـق
ذكرت ربي والأذكـار مـن شيمـي
إذا أصبـت بضـراء صبـرت لهـا
وإن يسـرا فإنـي شاكـر النـعـم
لم أخشى يومـا مـن الدنيـا موليـة
و ما فرحـت بهـا فالحـال للعـدم
ما كنت والوغـد إذ أبـدى مساوئـه
إلا كما البدر للساريـن فـي الظلـم
عرضي عفيف عن الأدناس أحفظـه
لا يؤمن الذئب كي يرعى مع الغنـم
أكف شـري فـلا أوذي بـه أحـدا
والخير أزجيه في قولي وفي قلمـي
أضاحك الصحب مسرورا برؤيتهـم
لا حبـذا كـل خـل غيـر مبتسـم
و ليس من خلقي قهـر اليتيـم و لا
نهر الضعيف ولا التشكيك في الذمـم
ولست أرجو سوى الرحمن مسألـة
و لن أمـد يـدي يومـا و لا قدمـي
وإن أتانـي مـن يرجـو مساعدتـي
أعطيـه دونـمـا مــن ولا نــدم
إني لأرجـو مـن الغفـار مغفـرة
أنجو بها فـي مقـام حالـك الظلـم
لا أبغض النـاس إلا عنـد معصيـة
فإن تولت تـوارى البغـض للعـدم
إذا سمعـت حديثـا مـن رويبضـة
أظهرت أني مصاب الأذن بالصمـم
ولسـت أصغـى لنمـام هوايـتـه
قطع الصلات وتفريق لـذي الرحـم
أمـا الحسـود فإنـي لا أجالـسـه
شر العبـاد خبيـث النفـس والشيـم
أوفي بوعدي صديقي لسـت أخلفـه
ولست أنقـض عهـدا خـط بالقلـم
السـر عنـدي فـي بئـر معطـلـة
إن أودعونيه لم أظهره فـوق فمـي
الصبر راحلتـي والحلـم منسأتـي
نهلت من ساحل المعـروف والكـرم
أعاهد العلم عمـري غيـر منشغـل
بمـا وراءك يـا دنيـا مـن النعـم
المجـد تطلبـه نفـسـي فتبلـغـه
ولست أرضى سوى التحليق في القمم