شنايدر الورقة الرابحة للمنتخب الهولندي في كاس العالم
صحيح أن المهاجم الارجنتيني دييجو ميليتو كان حاسما في احراز فريقه انترناسيونالي ثلاثية نادرة هذا الموسم ، إلا أن ما هو أصح بأنه لم يكن ليساهم بهذا الانجاز لولا التمريرات المقتنة التي كان يزوده بها زميله صانع الالعاب المتألق ويسلي شنايدر الذي كان احد ابرز الصفقات الناجحة لاحد قطبي مدينة ميلانو.
لم يتأخر شنايدر في فرض نفسه أساسيا في صفوف انترناسيونالي منذ انضمامه الى صفوفه قادما من ريال مدريد الاسباني الصيف الماضي مقابل 15 مليون يورو ، فبدا واضحا مدى تأثيره الكبير على اسلوب لعب فريقه الجديد وكان مفتاحه الاساسي في بلوغ دور الاربعة لمسابقة دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى منذ موسم 2002-2003 عندما توقف مشواره حينها امام جاره ميلان.
بكل بساطة: لعب شنايدر دورا كبيرا وفعالا في فوز انترناسيونالي على تشيلسي الانجليزي 2-1 ذهابا في ميلانو و1-صفر ايابا في لندن في الدور ثمن النهائي ، ومن بعده على سيسكا موسكو الروسي 1-صفر ذهابا في ميلانو وايابا في موسكو في الدور ربع النهائي. الاهداف الخمسة التي سجلها انترناسيونالي في هاتين المباراتين ، كان شنايدر صانعا لثلاثة اهداف من خلال 3 تمريرات حاسمة ، وسجل هدفا واحدا كان هدف الفوز في مرمى الفريق الروسي في اياب الدور ربع النهائي من ركلة حرة مباشرة.
كما انه مرر الكرة التي جاء منها هدف ميليتو الاول في مرمى بايرن ميونيخ في نهائي البطولة القارية وفتح الطريق امام فريقه ليتوج باللقب.
بعد أيام قليلة من انضمامه الى انترناسيونالي ، وبعد حصته التدريبية الاولى ، كان شنايدر ، المولود في اوتريخت على غرار النجم السابق لميلان مواطنه الدولي ماركو فان باستن ، المهندس الرئيسي للفوز الكبير الذي حققه فريقه الجديد على جاره وغريمه التقليدي ميلان 4-صفر في سبتمبر الماضي.
قدم شنايدر الذي تعلم فنون اللعبة في مدرسة اياكس امستردام (2002-2007) ، الاضافة الهجومية اللازمة التي كانت تنقص انترناسيونالي في السنوات الاخيرة بالاضافة الى الرؤية الثاقبة في ارضية الملعب وسرعة تنفيذ العمليات وترجمة الهجمات الى اهداف.
شنايدر صاحب ال25 ربيعا وذو البنية الصغيرة بات صانع الالعاب الذي كانت تحتاجه صفوف انترناسيونالي الذي كان يتوقف اداؤه على مدى جاهزية وتألق نجمه السابق الدولي السويدي زلاتان ابراموفيتش المنتقل الصيف الماضي الى برشلونة.
اليوم ، وبفضل رؤيته الثاقبة والممتازة للعب ودقته وسرعته ، اصبح شنايدر الممون الرئيسي للمهاجمين الارجنتيني دييجو ميليتو والكاميروني صامويل ايتو اللذين يدينان كثيرا الى النجم الهولندي بتألقهما في خط هجوم النيراتزوري.
فضلا عن تألقه في صناعة الالعاب ، يمتاز شنايدر بالتسديد الصاروخي وتحديدا من الركلات الثابتة: فمن بين الاهداف السبعة التي سجلها في 34 مباراة حتى الان ، سجل شنايدر خمسة اهداف من ركلات حرة.
مؤخرا ، تساءل نجم المنتخب الايطالي سابقا باولو روسي صاحب الكرة الذهبية لعام 1982، قائلا: "كيف تخلى ريال مدريد عن لاعب من هذا القبيل؟" ، مشيرا الى ان الهولندي الطائر كان ضحية التعاقد مع النجوم الجدد في البيت الابيض البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا وتشابي الونسو والفرنسي كريم بنزيمة.
واضاف "ربما يكون شنايدر أقل بريقا من كريستيانو رونالدو أو كاكا ، لكنه لم يمنح حقه في الموسمين السابقين (2007-2009).
اما مدرب انترناسيونالي البرتغالي المحنك جوزيه مورينيو فقال "نجاحات انترناسيونالي تعود الى تألق شنايدر ، لأنه لاعب لديه تأثير خاص على مجموعتنا. غيابه يؤثر علينا سلبا ، لا أفهم كيف وافق ريال مدريد على التخلي عن خدماته"، في حين اشاد رئيس انترناسيونالي ماسيمو موراتي بـ"الحيوية اللامحدودة" التي يتميز بها اللاعب.
ولا شك بان شنايدر سيكون ورقة رابحة في صفوف منتخب بلاده ومن يدري قد ينهي موسما استثنائيا لن ينساه ابد الدهر لو قدر للمنتخب الهولندي احراز اللقب العالمي اخيرا وبعد طول انتظار.