المزارع الفقير
في أحد المزارع في القرية كان هناك مزارعاً فقيراً ......
في أحد الأيام تفاجأ هذا المزارع بصوت استغاثة قادم من مستنقع مجاور لحقله، فما كان منه إلا أن ترك عمله راكضاً باتجاه الصوت ليجد صبياً غارقاً يتخبط خوفاً من الغرق، وبلا تردد أنقذ المزارع ذلك الصبي وعاد فرحاً بما صنع في ذلك اليوم.
و في صباح اليوم التالي توقفت عربة فاخرة عند كوخ المزارع الفقير، ونزل منها رجل أنيق قائلاً للمزارع: أريد مكافأتك على الخير الذي أسديته لي فقد أنقذت حياة ابني مقدماً له كيساً من المال، لكن المزارع رفض المال المقدم له مقابل ما فعل، فما كان من ذلك الغني إلا أن طلب من المزارع أن يقبل هدية أخرى وكانت الهدية فرصة تعليمية لابنه.
وهذا ما فعله ذلك الغني بالفعل إذ أرسل ابن المزارع إلى أفضل المدارس ليتخرج من مشفى سانت ماري الطبية، ويصبح طبيباً مشهوراً وليكتشف العالم ألكسندر فيلينغ البنسلين، والعجيب في الأمر أن الطفل الذي كاد أن يغرق في المستنقع وهو صغير أُصيب بمرض ذات الرئة، والذي أنقذ حياته مرة أخرى كان: البنسلين...!!
وصدق الشاعر حين قال:
ازرع جميلاً ولو في غير موضعــه فلا يضيع جميل أينما زُرعا
إن الجميل وإن طـــــال الزمان بـــه فليس يحصده إلا الذي زرعا