قصة الحكيم
كان هناك رجل يريد أن يطور ذاته ويحسن مستقبله، وكان يسأل عن هذا الأمر كثيراً ، وفي يوم من الأيام أخبروه أنه يوجد في مكان بعيد حكيم له خبرات وتجارب في الحياة يستطيع أن يفيده في تطوير ذاته، فذهب إليه بعد أن قطع مسافات طويلة .
عندما وصل الرجل لبيت الحكيم طرق الباب فخرج الخادم وفتح الباب، فقال له الرجل أنه أتى من مكان بعيد ليلتقي مع الحكيم ، فأدخله لغرفة الجلوس ودخل لنداء الحكيم .
تأخر الحكيم على الرجل ثلاث ساعات ، وبعدها خرج له ورحب به، أخذ الرجل في ذكر قصته للحكيم ولماذا أتى إليه بكل حماس، وفجأة قاطعه الحكيم وأمر الخادم بأن يحضر الشاي، أستغرب الرجل من هذا التصرف، ولكنه أكمل حديثه بكل حماس .
وفي أثناء ذلك أعطى الحكيم الرجل كأس فارغ فمسك الرجل الكأس بيده وأكمل قصته، فأخذ الحكيم يصب الشاي من البراد في كأس الرجل حتى امتلئ الكأس تماماً وبدأ يفيض الشاي على الرجل، وهنا فقد الرجل أعصابه وقال له : لماذا تفعل ذلك معي، لم تستمع مني بطريقة مناسبة وعندما أردت أن تصب الشاي لي لم تفعل ذلك بطريقة مناسبة .
فأجاب الحكيم : كنت أريد أن أقول لك أن الكأس إذا كانت ممتلئة مهما وضعت بها أشياء مفيدة ومناسبة فإنها سوف تفيض وتسكب خارج الكأس ، وكذلك النفس البشرية ، فإذا أتيت إلي هنا وأنت مليء بالأفكار والعقلية القديمة فمهما قلت لك من أمور مفيدة ومعلومات جيدة فلن تغير شيئ في حياتك.