aL 3asefa .
عدد الرسائل : 166 نقاط : 56846
شارك الموضوع Share:
| موضوع: حوار مع سجاده 2009-06-05, 00:04 | |
|
كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا، وما أكثرها.وقد استلقيت على فراشي ، وغرقت في نوم عميق جداً فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألم بي ، فقمت لأشرب الماء فعدت إلى الفراش ، وإذا بالانين يعود مرة أخرى ، وفي هذه المرة كان الانين قوياً وكأنه صوت بكاء فتحسست الارض بيدي ، حتى أمسكت ' سجادتي ' فسكتت قلت مستغرباً: أنت التي تأنين ياسجادتي ؟!
قالت: نعم.
قالت: ولماذا ؟! قالت: لقد ايقظك عطشك ، وشربت من الماء حتى أرتويت ، وأنا بحاجة الى الماء ولااجد من يرويني الماء !! قلت: وهل تريدين ان احضر لك كأسا من الماء ؟ قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم ياعبد الله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل ، حتى تنير لك ظلمة القبر، والجزاء من جنس العمل، ولم يبق من الوقت الا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر. قلت: دعيني وشأني ياسجادتي . قالت: ياعبد الله قم لصلاة الفجر ، فانها حياة للقلب والروح ، وقد حان موعد الآذان ليردد: ' الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم ' . وانت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار، ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!! قلت متضايقاً : دعيني أنام ياسجادتي .. فأنت تشاهديني كل يوم ، لا أعود الى المنزل إلا وأنا مرهق متعب . ثم اخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم . قالت السجادة: يا عبد الله ، وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟ قلت: بلهجة تهكمية: اسكتي ياسجادتي . ارجوك لا تتكلمي ..فإنني متعب ومرهق .. اريد أن أنام . فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبد الله وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر!! آه لرجال الفجر!! ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم ' لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها – يعني الفجر والعصر ' ( 1 ) ؟ وقال عليه الصلاة والسلام ' من صلى البردين دخل الجنة ' وقال عليه الصلاة والسلام: ' بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ' وقال عليه الصلاة والسلام: ' ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا' . فأنبته عبد الله من غفلته وقال : فعلا ان صلاة الفجر مهمة . السجادة : وهي متحسرة ' من لم يعرف ثواب الاعمال ثقلت عليه في جميع الاحوال '. ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبد الله ، وستذكر كلامي ونصحي . ثم تركته السجادة ، ونام عبد الله ، ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته ، فقد قبض من تلك الساعة . فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة: يا مـن يعـد غــدا لتوبتـه أعلى يقين من بلوغ غد. المرء في عيشه على أمل ومنية الانسان بالرصد. أيام عمـرك كلهـا عـــــدد ولعل يومك آخر العدد
[i][b] | |
|