حرب الحوثيين مع صنعاء تضع أوزارها بعد تشرّد 250 ألف شخص
بعد تشرّد 250 ألف شخص وضعت حرب الحوثيين مع الحكومة اليمنية أوزارها إثر إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين بعد إعلان قائد المتمردين عبدالملك الحوثي التزامه بتنفيذ النقاط الست المعلنة من اللجنة الأمنية العليا.
وقال مسؤولون من الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في شمال البلاد إن الطرفين اتفقا على هدنة لوقف الحرب التي اندلعت على فترات متقطعة منذ عام 2004.
ومن المقرر أن تبدأ الهدنة عند منتصف ليلة الخميس الجمعة 12-2-2010. وتتبادل الحكومة اليمنية مقترحات مع المتمردين منذ عدة أيام لإنهاء الصراع، وتقاتل الحكومة في الوقت نفسه متشددي القاعدة كما تكافح نزعات انفصالية في الجنوب.
وقال بيان حكومي نشرته وسائل اعلام رسمية "قررنا ايقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ابتداءً من الساعة الثانية عشرة من مساء يومنا الخميس. وذلك بما من شأنه حقن الدماء وإحلال السلام في المنطقة الشمالية الغربية وعودة النازحين الى قراهم وإعادة إعمار ما خلّفته فتنة التمرد وتحقيق المصلحة الوطنية".
كما أمر زعيم المتمردين مقاتليه بالالتزام بوقف إطلاق النار. وقال بيان للمتمردين "بناء على ما تم الاتفاق عليه أصدر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي توجيهاته الى جميع الجبهات ومحاور القتال لإيقاف إطلاق النار تزامناً مع التوقيت المعلن من قبل الحكومة".
وأثارت الاضطرابات في اليمن مخاوف لدى الغرب والدول المجاورة من أن يتحول اليمن الى دولة فاشلة، فيما يسمح لتنظيم القاعدة باتخاذها كمنطلق للهجمات ضد الدول الخليجية أهم مصدر للنفط في العالم. وكانت لنيجيري صلات بمتشددين في اليمن حاول نسف طائرة أمريكية في كانون الاول (ديسمبر).
وعبّر أحد المحللين عن تفاؤله بأن الهدنة ستتماسك. وقال المحلل السياسي المستقل عبدالغني الارياني إن الأمر يبدو حقيقياً حيث يجري الاعداد له منذ أسابيع ورأى أن الطرفين ملتزمان على ما يبدو.
وانخرطت السعودية في الصراع في تشرين الثاني (نوفمبر) عندما استولى المتمردون على بعض الاراضي السعودية.
وأعلنت الرياض النصر على المتمردين في الشهر الماضي بعد أن قدم المتمردون عرضاً لهدنة منفصلة وقالوا إنهم انسحبوا من الاراضي السعودية.
ويقول مسؤولون يمنيون إن صنعاء ستسمح في إطار اتفاق الهدنة لممثلين عن المتمردين بالمشاركة في لجنة تشرف على الهدنة وسيقوم المتمردون بتسليم الاسلحة التي استولوا عليها من القوات اليمنية.
وقال مسؤول حكومي يمني "انني متفائل هذه المرة بأن الحوثيين سيلتزمون وبأن وقف اطلاق النار سيستمر". وتطالب الشروط المتمردين بفتح الطرق وإطلاق سراح الجنود والمدنيين المحتجزين.
وتقول الحكومة إنه على المتمردين أيضاً أن يعيدوا المعدات العسكرية والمدنية والابتعاد عن السياسة المحلية وإنهاء الاشتباكات الحدودية مع السعودية.
وقال بيان الحكومة اليمنية إن المتمردين وافقوا أيضاً على شرط إضافي هو الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي السعودية، وهو الشرط الذي اضافته صنعاء الى شروط وقف القتال.
وقال مسؤول يمني ان الرئيس علي عبدالله صالح أبلغ لجنة مكلفة بالاشراف على شروط الهدنة بقراره بوقف الحرب التي تقول الامم المتحدة انها شردت 250 ألف شخص.
وقال التلفزيون اليمني الحكومي إن الحكومة والمتمردين شكلوا أيضاً لجاناً مشتركة أصغر للاشراف على الهدنة في أربع مناطق بينها الحدود اليمنية السعودية.
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها الجمعة، وقال مسؤول إنهم سيتحلون بالمرونة بشأن الجدول الزمني للوفاء بشروط الهدنة.
وقال بيان المتمردين "بعد استقرار وقف اطلاق النار سيتم فتح الطرقات ورفع النقاط منها وإنهاء التمترس من جميع محاور القتال".
وأضاف المسؤول اليمني أن المهلة للتطبيق الكامل للهدنة كانت محل خلاف مع طلب المتمردين مزيداً من الوقت لكي يغادروا المواقع الجبلية.
وكانت قطر توسطت في وقف لإطلاق النار لم يدم طويلاً بين الحكومة والمتمردين في 2007 وفي اتفاق سلام في 2008 الا أن الاشتباكات اندلعت مجدداً بعد فترة قصيرة، وكان الرئيس اليمني قد أعلن من جانب واحد انتهاء الحرب في تموز (يوليو) 2008 الا أن معارك واسعة استؤنفت بعد عام.