لماذا تخون المرأة ؟! سؤال عمره آلاف السنوات، يقفز إلى الأذهان ويهمس به الناس مع كل حادث خيانة جديد، وتختلف الإجابة من قضية إلى أخرى، ومن حالة إلى حالة، ومن مكان إلى مكان، لكن تبقى ثوابت لا تتغير ولا تتبدل ولا تختلف مع الزمان والمكان. فى مجتمعنا الشرقى الملتزم بالقيم الدينية والاجتماعية الراسخة تظل خطيئة المرأة عارًا إلى الأبد أو كما يقول تراثنا "عار لولد الولد" وإن كان هذا المجتمع نفسه يغض البصر أحيانًا عن خطيئة الرجل ويخفف أحيانًا من حدتها بوصف "النزوة !".
مئات القضايا تنظرها المحاكم يتهم فيها الرجال زوجاتهم بالسقوط عن قناعة أو من باب الكيد والانتقام، ونادرًا ما تعترف المرأة بالخيانة فوق الأوراق الرسمية، لأنها تعرف خطورة الاتهام وقسوة النتائج وبشاعة الوصف، وفى الأيام القليلة الماضية ألقت أجهزة الأمن القبض على أربع زوجات خائنات وقاتلات لأزواجهن، والغريب والمؤسف والمثير أن اثنتين من النساء الأربع اعترفن بالخيانة الزوجية بأسلوب صريح ومباشر بينما رفضت اثنتان منهن الاعتراف بقتل زوجيهما، وكأن المرأة أصبحت تخشى وصف القاتلة أكثر مما تخشى وصف الخائنة الحقيقة الواضحة أن المرأة التى كانت ملهمة للشعراء والأدباء ورمزًا للرقة والحب والرومانسية لم تعد تخشى الوقوف فى قص الاتهام أو الاعتراف بالخيانة!
هذه النماذج الشاذة من القاعدة العريضة لملايين النساء المتمسكات بالشرف وعدم التفريط فيه ولو بالموت دفاعًا عنه، هذه النماذج لماذا تخون ؟ أجدادنًا قالوا: "على الأصل دور" ! والإسلام على لسان نبيه محمد صلوات الله عليه وسلامه لم حذر من المرأة الحسناء فى المنبت السوء والمسيح عيسى بن مريم قال: من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، واليهودى فى صلواته يشكر ربه قائلاً: "الحمد لله لأنك لم تخلقنى أثنى" !، علماء الاجتماع قالوا لا فرق بين الرجل والمرأة فى الخيانة لأن كليهما إنسان وابن للبيئة التى يعيش فيها، لكن ماذا تقول المرأة نفسها عن نفسها حينما تنزلق قدماها إلى بحر الخطيئة ويسقط اسمها من قوائم الشرف وتواجه نظرات الاشمئزاز من المجتمع ؟!
موضوع: لماذا تخون المرأة ؟! سؤال محير 
2009-06-01, 10:22
