المرأة خائنه بطبعها ؟؟؟

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم

كتب النعمان بن أبي الثناء كتاباً بعنوان الإصابة في منع النساء من الكتابة قال فيه : " أما تعليم النساء القراءة والكتابة فأعوذ بالله إذ لا أرى شيئاً أضر منه بهن فإنهن لما كن مجبولات على الغدر كان حصولهن على هذه الملكة من أعظم وسائل نشر الفساد وأما فأول ما تقدر المرأة على تأليف بها فإنه يكون رسالة إلى زيد ورقعة إلى عمر وبيتاً من الشعر إلى عزب وشيئاً آخر إلى رجل آخر فمثل النساء والكتب والكتابة كمثل الشرير سفيه تهدي إليه سيفا او سكير تعطيه زجاجة خمر فاللبيب من الرجال من ترك زوجته في حالة من الجهل والعمى فهو أصلح لهن وأنفع )

هذا الرجل يرى أن النساء مجبولات على الغدر وهذا يعني أن الغدر ضمن تكوينهن الذي خلقهن الله به فكما أن الإنسان رأس وعينان وفم ولديه مشاعر معينة منها الحب والخوف فإن المرأة تزيد على الرجل بما لديها من طبيعة الغدر التي لا تفارقها مهما كانت تربيتها أو ثقافتها أو دينها لأنها جبلت على ذلك ولهذا فالكاتب يرى أن تعليمها القراءة والكتابة لن يعود عليها بنفع إذ إنها فقط سوف تخون زوجها بكتابة الرسائل لرجال آخرين ويرى أن الرجل الذكي هو الذي يترك زوجته بلا تعليم وهذا يعني بالمقابل أن الأغبياء فقط هم من تعلمت زوجاتهم .

والنعمان بن الثناء ليس غريباً فيما ذهب إليه من منع التعليم للمرأة إذ لم يكن تعليمها أمراً مستحباً ولا ضرورياً وقد يكون ممنوعاً في بعض الأوقات

والجميع يعلم عن الرفض والمقاومة التي كانت ضد تعليم المرأة في بدايات الدولة السعودية إذ أن تعليم المراة دخل بقرار الحكومة دون رضا الكثير من الرجال الذين مانعوا تعليمها ككل شيء ثم يأتي في بدايته إلى الناس

نعود لكاتب النص السابق إذ أنه ليس هو الوحيد الذي رأى في النساء هذا الرأي بل هناك من جردها تماماً من إنسانيتها ورآها مخلوقة من أجل إشباع رغبات الزوج الجنسية فقط وما عدا ذلك ليست شيء ولم تخلق في الأرض كإنسانة مكلفة بعمارتها وحاملة للأمانة التي حملها الرجل إنها فقط لمتعته ولننظر ماذا في كثير من كتب الفقه ومنها هذا النص عن الرجل الميت : " فإن لم يكن له أي الميت مال فكفنه ومؤونة تجهيزه على من تلزمه نفقته لأن ذلك يلزمه حال الحياة فكذا بعد الموت إلا الزوج لا يلزمه كفن امرأته ولو غنياً لأن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن من الاستمتاع وقد انقطع ذلك بالموت "

وفق النص السابق ليس على الرجل أن يشتري كفن زوجته إذا ماتت حتى لو كان غنياً لماذا؟ لأنه كان يشتري لها الثياب والطعام أثناء حياتها مقابل أن يستمتع بها أما إذا ماتت فلن يتمكن من معاشرتها لهذا ليس عليه دفع قيمة الكفن أي كيف يدفع ثمن شيء لن يعود عليه بفائدة حتى وإن كان هذا الشيء كفن لزوجته فأي إنسانية لديه ولدى من مثله ؟ هل قال الاسلام بهذا ؟ أم أنه رأي لبشر مجرد بشر يخطئ ويصيب وأي خطأ !! وماذا عن باقي الأخطاء التي عمت المجتمع وليست لباس الدين ؟ حسب رؤية الكاتب ليس من الزوجة وزوجها حب أو مودة ورحمة ليست شريكة حياة ليست شيء على الاطلاق إنها لمتعته فقط يحتاج منها جسدها تماماً كما يحتاج السرير للنوم والكرسي للجلوس أما مشاعر السرير أو الكرسي فلم يفكر بها لأنه لا يقر بوجودها أصلاً والمرأة كذلك فإذا لم يعد قادراً على الاستمتاع بجسدها بسبب موتها فلماذا يصرف درهماً لا يعود عليه بمتعة ؟ ويفهم من هذا أن استمتاعه بها لا يقابله استمتاعه به فليس لها حق فيه وكيف يكون لها الحق وهي لا شيء؟ إنه يدفع لها ثمن الطعام والشراب والكسوة وهي حية لأنه يريد بقاءها كي يعاشرها وهذا يعني أمرين :
الأول هو ان علاقته الجسدية بها هي كل ما يربطه بها
الثاني هو أن علاقته الجسدية بها حسب شهواته فقط أما وقد ماتت فليس عليه ثمن كفنها

كنت قد قرأت هذه القصة من أحد الكتب إذ يقال أن رجلاً ماتت زوجته فكان يمشي في جنازته ويبكي بكاءاً شديدا جعل من حوله يحزنون عليه فقال له أحدهم : توقف يا صديقي عن البكاء وغدا بإذن الله سنذهب سوياً ونخطب لك فلان الفلانية فبكى الرجل من جديد وقال : وماذا أفعل الليلة .. هذه الليلة ؟

أقول أني قرأت هذه القصة وأرى أنها عظيمة الظلم للرجل ولم أتصور ان هنالك من لا يتأثر بخبر الموت حتى وإن كان الميت غريباً عنه فيكف بمن مات من أهل الدار وعندما قرأت أنواع من الكتب وجدت نصوصاً نقلت لكم منها ما استدل به على نظرة المرأة ومكانتها عندهم وتلك الكتب شاهد على مكانتها في المجتمع الذي لا زال يطبعها ويدرسها بل ويتناولها بكل احترام وتبجيل
رأي هؤلاء الكتاب لم يهبط عليهم من السماء بل هو نتيجة تربية وتعليم ضمن التراث العربي الذي وضع المرأة دون الرجل ورحب بمثل هذه الأقاويل حولها

ما الذي جعل الدين في عقول البعض يصبح بهذه الصورة ؟

والمفاهيم التي يقال إنها تمثل الإسلام كيف تم تحريفها لتخرج بعض الكتب وتصور لنا علاقة الرجل بزوجته علاقة جسد فقط ؟

جسد ولا غير وهل يطيق الأسوياء من الرجال هذه العلاقة ؟

هل يستطيع الرجل الطبيعي السوي نفسياً أن يكون مع زوجته وتكون هي معه قالباً بلا قلب يراها حين يريد شهوته ثم لا يأبه بما تشعر به حينها ؟ ولا يكون بينهما أي شيء آخر إلا ما يأمرها به لخدمته ؟

لا شك أن هذا لا ينطبق على الرجال ولكن ينطبق على الشواذ منهم أما ذوو الطبائع السوية فنفوسهم تسمو بهم عن هذه البهيمية إن التعامل الكريم واللباقة واللطف صفات يتوجب على المسلم التعامل بها مع كل الناس .. كلهم .. فما بالنا مع رفيقة الدرب ..