[i]
طرق الزخرفةعلي الأواني فى العصور القديمة
الزخرفة عالم واسع من التأمل المهدف وغير المهدف، فهناك الزخرفة الموجهة إلى خدمة فكر معين وهناك الزخرفة الموجهة إلى الناحية الجمالية وغالباً ما تبدأ الزخرفة مستندة إلى خلفية فكرية ومع مرور الزمن تتجرد من تلك الخلفية لتصبح جمالية الطابع فقط، ولا تنتهي الزخرفة من خدمة الفكر إلى خدمة الجمال إلا بعد ولادة عناصر زخرفية بدوافع فكرية حلت محل الأقدم منها لتجردها من فكريتها وتقصرها على ما يرى منها بشكل مباشر وبالطبع ليس ذلك إلا الجانب الجمالي دون الفكري.
عالم الزخرفة عالم قديم في وجوده وفكره ومدلولاته صاحب الإنسان ولازمه، ولم يقتصر الإنسان على استخدام الألوان في رسم عناصره الزخرفية بل استخدم طرقاً عديدة في إظهار عناصرها على الأواني الفخارية والمعدنية والخشبية والعظمية، ولعلنا نذكر منها:
الـحـــــــز
هذه الطريقة تقتضي أن يقوم الصانع بحز ظهر الآنية أو داخلها بأداة قوية، ويكون الحز عندما تكون الآنية غير رطبة وغير جافة أي لينة وليست رطبة، وبهذه الطريقة رسم الإنسان الخطوط المتعرجة والخطوط المستقيمة والتي قد تظهر على سطح الآنية بشكل مفرد وقد تكون على شكل مجموعات. والحز من أقدم وسائل الزخرفة التي عرفها الإنسان، وكما حز على الأواني حز على أوجه الجبال لرسم مخلوقات ذات أرواح وأحياناً لرسم مظاهر طبيعية وأشكال هندسية، هذا بالطبع بالإضافة إلى علاماته ورموزه، وفيما بعد كتاباته.
القطـــــــع
القطع من طرق الزخرفة القديمة التي استخدمها الإنسان لزخرفة أوانيه وهي في الواقع شبيهة بطريقة الحز إلا أنها تختلف عنها بكونها تقطع جزءاً من سطح الآنية لتأخذه خارجها وبهذا يكون العنصر الزخرفي المنفذ بطريقة القطع أكثر عمقاً من العنصر الزخرفي المنفذ بطريقة الحز، كما أن العنصر الزخرفي المنفذ بطريقة القطع يحتفظ على جانبيه ببقايا الصلصال المقطوع، وتنفذ بهذه الطريقة العناصر الزخرفية الهندسية غالباً مثل الخطوط الأفقية والخطوط المتعرجة والخطوط المستقيمة.
التمشيط
هذه طريقة من الطرق القديمة التي استخدمها الفخاري في زخرفة أوانيه وتشبيهها بأسنان المشط جاء لأنها تنفذ بأداة تشبه المشط وتكون إما بخطوط مستقيمة متوازية أفقية أو على شكل خطوط متعرجة والعنصر الزخرفي المنفذ بطريقة التمشيط يكون ذا تماثل واضح على خلاف العنصر الزخرفي المنفذ بطريقة الحز والذي تتفاوت فيه النسب فمرة تضيق المسافة بين الخطوط ومرة تتسع.
الإضافة
تعتبر الإضافة إحدى الطرق المهمة التي استخدمها الفخاري لزخرفة أوانيه. وتعني إضافة شيء إلى جسم الآنية ليضفي عليها منظراً جمالياً، فقد تكون الإضافة عبارة عن شكل معين يعد ثم يلحم إلى جسم الآنية باستخدام مادة لاحمة كتمثال أو وردة أو ثمرة من ثمار الأشجار أو شكل الحيوان، وقد تأتي الإضافة على مقبض الآنية أو غطاء الآنية أو جسم الآنية وبخاصة الأكتاف. وقد تكون الإضافة بمادة تغاير في لونها لون الإناء فإضافته إلى جسم الإناء تضفي عليه منظراً جمالياً، وقد يضيف الفخاري أحزمة إلى الأواني الفخارية تكون دائرية تحيط بكامل البدن وتسمى حافة على هذه الحافة يوجد زخرفة بأي طريقة أراد وغالباً ما يزخرف بطريقة التصبيع.
التنقيط
تعتبر طريقة التنقيط إحدى الطرق المستخدمة في زخرفة الأواني الفخارية، وترتكز هذه الطريقة على استخدام أداة تشبه رأس المسمار توجد من خلال استخدامها عناصر زخرفية، فقد تستخدم لخلق عنصر زخرفي دائري الشكل وقد تستخدم في إيجاد عنصر هلالي الشكل، وقد توجد من خلالها خطوط عمودية أو أفقية الشكل، كما أنه بالإمكان أن تستخدم لرسم الطيور والحيوانات وما إلى ذلك من عناصر زخرفية.
التطعيم
ويقصد به إضافة مادة إلى مادة الإناء المزخرف تغايرها في اللون وربما في الطبيعة أيضاِ، فالعادة جرت أن توجد العناصر الزخرفية عن طريق التنقيط أو الحفر ثم تلبس أو تطعم النقط أو الحفر بمادة أخرى لتعكس طبيعة أو عنصر زخرفي فعلى سبيل المثال لو أراد الفنان أن يرسم حية على إناء عن طريق الحفر بعد إنجاز العنصر الزخرفي عن طريق الحفر يطعم ما حفر بمواد تختلف في كونها عن لون الإناء وغالباً ما يراعى أن يعكس اللون طبيعة العنصر الزخرفي.
النحت
يعتبر من وسائل زخرفة الأواني الفخارية ويتفرع إلى قسمين : الأول، هو النحت الغائر وهو أن ينحت الفخاري العنصر الزخرفي إلى داخل جسم الإناء فيصبح غائراً في جسم الإناء. أما القسم الثاني فهو النحت البارز «النافر» وهو عبارة عن نحت جسم الإناء بالكامل عدا العنصر الزخرفي والتي تبقى نافرة أي ناتئة.