من المتوقع أن ينفذ قادة في الحرس الثوري الإيراني الأربعاء 30-12-2009 اعتصاما أمام مكتب الزعيم الإصلاحي البارز مير حسين موسوي للضغط على القضاء لاعتقاله وسط وجود تهديدات باغتياله.
وفي تطور لافت، أعلن زعماء متشددون في تيار المحافظين، وقادة في الحرس الثوري وفي الباسيج، إرتداد الزعيم الاصلاحي مير حسين موسوي ومهدي كروبي، فيما يواصل رئيس البرلمان علي لاريجاني سياسة اللعب على الحبال بحسب منتقديه، ويطلق صهره علي مطهري نجل المفكر الراحل مرتضى مطهري ، مبادرة مصالحة، لايتردد صداها كثيرا وسط صخب الشعارات المطالبة داخل البرلمان باجتثاث زعماء الاصلاح ، حتى لو كان ثمن ذلك جر البلاد الى حرب أهلية.
ووصلت مضايقات قادة الاصلاح حد التهديد بقتل الشيخ مهدي كروبي، وهو ما أشارت له رسالة زوجته المفتوحة حيث حمّلت السلطة مسؤولية ما يقع لزوجها رفيق الامام الخميني الراحل، وأيضا لباقي أفراد اسرتها ،في ضوء مايقول نجله إن كروبي يخضع تقريبا لاقامة جبرية،وإن حراسه المؤتمرين من قبل قيادة الشرطة، لايكترثون كثيرا لحمايته خارج منزله.
وكانت أطراف إيرانية معتدلة من إحتمال أن تدخل الازمة الداخلية في إيران النفق المسدود ، حيث تتجه الى مزيد من التصعيد ، وتواصلت الاشتباكات بين انصار المعارضة الاصلاحية والشرطة والباسيج في عدة مناطق من طهران وشيراز وإصفهان بينما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات تعدت المتظاهرين لتشمل قادة المعارضة واعلاميين كبار بينما وضع مهدي كروبي تحت الاقامة الجبرية في منزله.
واستدعت طهران السفير البريطاني لديها احتجاجا لما وصفته بدور لندن المشبوه بتاجيج التظاهرات ضد النظام ، كما تواصلت الحملة ضد مراجع الدين المؤيدين للاصلاح خصوصا آية الله يوسف صانعي، وآية الله علي محمد دستغيب في شيراز.
وتشهد إيران هذه الأيام مايشبه ثورة الحشود البشرية التي قادها الامام الخميني لاسقاط الشاه العام 1979، خصوصا فيما يتعلق بحجم المظاهرات والمصادمات والاعتقالات بالجملة، والأحكام العرفية المعلنة وغير المعلنة والخلافات الحادة بين وزارة الاستخبارات والحرس الثوري، حول من المقصر في عدم استخدام المزيد من القمع ضد المتظاهرين.
ونظم طلاب جامعات إيرانية في طهران ومدن ايرانية كبيرة -كانت من أهم قواعد الثورة الاسلامية- مظاهرات جديدة للتنديد بقتل المتظاهرين، والتي تزامنت مع تحذيرات من قادة الإصلاح من وقوع ما يشبه حرب لاسيما في شيراز.
وفيما ينظم المحافظون مظاهرات لا تتعرض لأي اختراق من مندسين ولاتشهد حوادث عنف، يتهم فيها في الغالب عناصر من منظمة مجاهدي خلق كما تقول السلطات كل مرة، لكن الكثير من الاصلاحيين يقولون إن السلطة تروج لنظرية المؤامرة خصوصا في مقتل نجل شقيقة موسوي وباقي ضحايا عاشوراء، كحلقة من مسلسل اغتيالات واسعة قد تشهدها ايران وربما يكون موسوي أحد ضحاياها.