العالم الإلكتروني ليس مُجرَّدا من الأخلاق والآداب التي ينبغي الالتزام بها في الحياة التقليدية، إذ إن العالم الإلكتروني تكتنفه أخلاق العالم التقليدي، إضافة إلى بعض الآداب التي فرضتها طبيعة هذا العالم الإلكتروني الجديد , ولا نحسب أن الالتزام بمضمون هذه الآداب سيكون صعبا على أي منا؛ فنحن بحكم عقيدتنا الإسلامية وأصالتنا العربية من أصحاب الخُلق الحَسَن والأدب الرفيع، ومن المؤمنين بالسلوكيات الإنسانية المهذَّبة؛ ولهذا ليس من الصعب أن نطبِّق ما نتبنّاه من أخلاق في واقع الحياة اليومية على سلوكنا في عالم الإنترنت , ومن هذا المنطلق ، جاء مفهوم آداب الإنترنت (Netiquette) المشتقّ من التعبير الإنجليزي Net Etiquette (أي السلوكيات المهذبة عند استخدام الإنترنت)
• شكر النعمة
فمن المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة ، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة ، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم . والشكر قيد النعم ، فإذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها ، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة , والإنترنت نعمة امتن الله بها علينا وهذه النعمة تستوجب شكرا، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما أنعم الله على عبد نعمة , فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها )) (1) ومن شكرها أيضا أن نحسن استخدامها ونجعلها وسيلة يرضى الله بها عنا ، وكفر هذه النعمة يكون بإساءة استخدامها بكافة الصور التي يعرفها من يستخدمون هذه الوسيلة
• الالتزام بعدم الإضرار بالآخرين
وتنبثق أهمية هذا المبدأ الرفيع من الكوارث التي تسببها ( الفيروسات والكراكرز ) والتي يمارسها أغلبية المفسدين على أنها نوع من الدعابة واللعب وتسلية الأوقات الفارغة واستعراض المواهب التقنية , لكن مع تفهم طبيعة هذين الخطرين يتبين لكل فاضل أن هذا العمل نوع من الفساد الكبير الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم
ففيروسات الحاسب الآلي أصبحت هاجساً لكل مستخدمي الكمبيوتر وخاصة مستخدمي شبكة الانترنت التي أضحت تسبب أضراراً لا تقل عن الأضرار التي تسببها الفيروسات التي تصيب الأحياء . وفيروس الحاسب الآلي في حقيقته هو برنامج من برامج الحاسب ولكن تم تصميمه بهدف إلحاق الضرر بنظام الحاسب , وحتى يتحقق ذلك يلزم أن تكون لهذا البرنامج القدرة على ربط نفسه بالبرامج الأخرى , وكذلك القدرة على إعادة تكرار نفسه بحيث يتوالد ويتكاثر , مما يتيح له فرصة الانتشار داخل جهاز الحاسب في أكثر من مكان في الذاكرة ليدمر البرامج والبيانات الموجودة في ذاكرة الجهاز
ومن أشهر المشاكل التي تسببها الفيروسات :
1- تباطؤ أداء الكمبيوتر ، أو حدوث أخطاء غير معتادة عند تنفيذ البرامج 2- زيادة حجم الملفات ، أو زيادة زمن تحميلها إلى الذاكرة 3- سماع نغمات موسيقية غير مألوفة 4- ظهور رسائل ، أو تأثيرات غريبة على الشاشة 5- زيادة في زمن قراءة القرص المرن إذا كان محمياً ، وكذلك ظهور رسالة FATAL I/O ERROR ـ 6- تغيير في تاريخ تسجيل الملفات ، كما في فيروس "فيينا" الذي يكتب 62 مكان الثواني 7- حدوث خلل في أداء لوحة المفاتيح كأن تظهر رموز مختلفة عن المفاتيح التي تم ضغطها أو حدوث قفل في لوحة المفاتيح كما في فيروس EDV ـ 8- نقص في مساحة الذاكرة المتوفرة كما في فيروس "ريبر" الذي يحتل 2 كيلو بايت من على الذاكرة الرئيسة 9- ظهور رسالة " ذاكرة غير كافية " لتحميل برنامج كان يعمل سابقاً بشكل طبيعي 10- ظهور مساحات صغيرة على القرص كمناطق سيئة لا تصلح للتخزين كما في فيروس " PING PONG " الذي يشكل قطاعات غير صالحة للتخزين مساحتها كيلو بايت واحد .
وفي ظل تنامي استخدام الإنترنت وانتشارها كأداة من أدوات الأعمال في كل مكان , فقد بات من السهل إصابة أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر والشبكات بالفيروسات ، ولا يعود ذلك إلى فعالية الشفرة البرمجية الخبيثة فقط , بل نتيجة لتصميم تلك الشفرة كي تنتشر بسرعة عالية ، وقبل توفير العلاج اللازم لمقاومتها على شكل تحديثات ملائمة لها ، وفي الوقت الذي ينتقل فيه محور عمليات المستخدم من الإنتاجية الشخصية إلى الاتصالات تتطور تبعاً لذلك أنواع خبيثة من الفيروسات ووسائل عدوى مضرة .
ففي سان فرانسيسكو أفادت شركة أبحاث مستقلة أن الخسائر التي سببها فيروس الكمبيوتر (كود ريد) الذي ضرب شبكة الانترنت بلغت ما يقرب من 6ر2 مليار دولار في جميع أنحاء العالم .ورغم ضخامة المبلغ فهو مجرد جزء ضئيل من التكلفة الإجمالية للهجمات على نظم تشغيل الكمبيوتر. وقالت شركة كمبيوتر ايكونوميكس اوف كارلسباد ومقرها كاليفورنيا إن تكلفة هجمات فيروسات الكمبيوتر على نظم المعلومات في جميع أنحاء العالم حتى الآن تقدر بنحو 7ر10 مليار دولار مقارنة مع خسائر بلغت 1ر17 مليار دولار في عام 2000 و 1ر12 مليار دولار في عام 1999.وقال مايكل اربشلو [نائب رئيس الأبحاث بالشركة] إذا لم تظهر فيروسات جديدة (هذا العام) فسيكون إجمالي الخسائر أقل من السابق .. حوالي 15 مليار دولار. وأضاف قائلا : إن فيروس الحب الذي ضربت خمسون نسخة مختلفة منه أكثر من 40 مليون جهاز كمبيوتر منذ ظهوره في مايو أيار 2000 هو أكثر الفيروسات تكلفة حتى الآن إذ بلغ إجمالي خسائره 7ر8 مليار دولار.
وأفاد البحث أنه إضافة إلى فيروس (كود ريد ) فقد ظهرت فيروسات كبيرة أخرى في العام الحالي مثل فيروس (سيركام) الذي أصاب أكثر من 3ر2 مليون جهاز كمبيوتر وأحدث خسائر قدرها 035ر1 مليار دولار منها 460 مليون دولار أنفقت على تنظيف نظم التشغيل و575 مليون دولار تكلفة الإنتاجية المهدرة. أما (كود ريد) الذي أصاب أكثر من مليون جهاز كمبيوتر فتسبب في خسائر منها 1ر1 مليار دولار تكاليف تنظيف لنظم التشغيل و5ر1 مليار دولار تكاليف الإنتاجية المهدرة.
أما المخرِّبون الإلكترونيون الكراكرز ( Crackers) فهي كلمة تحمل في الإنجليزية معنى ( الكسر أو التكسير ) ومعناها العام بالنسبة لموضوعنا أن ( الكراكرز ) كلمة تعني التخريب والعبث والتحطيم ، وهي عبارة عن أسم أختاره لأنفسهم مجوعة من المخربين المهرة القادرين على اختراق أي شبكة أو أي جهاز حاسب ، ويستخدمون هذه المهارة في التخريب والسرقة والحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة ، ولعلنا نذكر أن أشهر الكراكرز في العالم حتى وقتنا هذا , هو المخرب الكبير والعابث الأعظم ( كيفن ميتنيك ) الذي أصبح أسطورة في الكراكرز وأصبح هو مثلهم الأعلى ، نظراً لمواهبه الفذة وقدرته الفائقة في السرقة واللصوصية وتدمير الأجهزة والشبكات والمواقع بشكل عام ، وقد أصبح ( كيفن ميتنيك ) أشهر ( كراكرز ) بعدما نفذ أكبر عملية سرقة تاريخية إلكترونية عرفها العالم ، حيث قام بسرقة حوالي أكثر من 200000 رقم لبطاقات ائتمان سنة 1995
والإسلام كان سباقًا في محاربة الرذائل والفساد , قال تعالى : { ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} الأعراف 56، { كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} البقرة 60، { فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} الأعراف 74 { واللهُ لا يحب الفساد} البقرة205{ ولا تطيعوا أمر المُسرِفين . الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون}الشعراء 151-152 { إنما جزاءُ الذين يحاربون اللهَ ورسولَه ويَسعَونَ في الأرضِ فسادًا أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطَّعَ أيديهم وأرجلُهم من خِلافٍ أو يُنفَوا من الأرضِ ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم } المائدة 33 , ومما يدل على عِظَمِ جُرم الإفساد في الأرض أن الحق سبحانه جعله بمثابة محاربته ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان الحق سبحانه لا يُحارَب ولا يُغالَب، لما هو عليه من صفات الكمال ولما وجب له من التنزيه عن الأضداد والأنداد ، فإن محاربته سبحانه في الآية التالية مجازٌ عن محاربة عباده ، فعبَّر بنفسه سبحانه عن عباده إكبارًا لجُرم الاعتداء عليهم , وعلى العموم إذا تأملنا الآيات التي ذكر الله فيها الإفساد رأينا أن الله – تبارك وتعالى – إذا ذكر الإفساد بهذا اللفظ نفى الإصلاح ، أو ذكره معـه .لنعلم أن المفسدين يُـفسدون في الأرض ولا يُصلحون وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) (2) فهل بعد كل هذه التوجيهات والتهديدات الربانية يطيب لمؤمن يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يضر بالآخرين وهو يعلم يقينا أنه من ضر أضر الله تعالى به في الدنيا وله سوء الدار في الآخرة
• الالتزام بالقانون
فالتصرّفات المخالفة للقانون في واقع الحياة تكون غالبا مخالفة للقانون على الإنترنت. ومن أهم أوجه هذا الالتزام احترام حقوق الملكية الفكرية للناشرين على الويب، لأن حقوق نشر ونسخ المواد الموجودة عليها (كالصور التوضيحية والأصوات وعروض الفيديو) محفوظة ومملوكة لأصحابها، وليس من حق أحد أن يُعيد نشرها أو أن يتصرّف بها إلا بإذن مُسبَق من أصحاب تلك الحقوق.
• آداب عامة
ــ لا تحجب معرفتك بالإنترنت والكمبيوتر عن الآخرين، فالعبد يُسأل يوم القيامة عن علمه من أين تعلمه وماذا عمل به
ــ قبل الانخراط في النوادي والملتقيات الموجودة على الإنترنت، ينبغي عليك أولا التحقّق من توجهاتها وأفكارها ودرجة محافظتها على خصوصية أعضائها وآلية انتقائها لمصادر المعلومات التي يتم ربطها مع الأعضاء.
ــ من أهم المخالفات الشرعية التي تتعلق بساحات الحوار والمنتديات :
1 ــ كتابة الأخبار المكذوبة ، ونشر الشائعات المفتعلة ، خاصة وأنها مبنية في الغالب على المجاهيل .
2ــ إيذاء المسلمين والتشهير بالمستورين منهم .
3ــ تنقص علماء الأمة وحُرَّاس الشريعة ، ونشر زلاتهم ومثالبهم .
4ــ تبادل الاتهامات الجائرة ، وإلقاء الكلام على عواهنه بلا بينة .
5 ــ القول على الله بغير علم والتحدث في المسائل الشرعية والفتوى من غير المختصين .
ـــ يجب على المسلم أن يسعى إلى ذكر الله تعالى إذا نودي للصلاة ، فلا يشغله شيء عنها ، قال الحق سبحانه : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } ( النور 36-37 )
ـــ من أهم الأمور لمرتاد الإنترنت أن يحمي نفسه عن وقوع عينه على الحرام ، فالنظرة المحرمة سهم من سهام إبليس ، يفسد بها قلب المسلم بلذة عاجلة ، تعقب ندامة وحسرة آجلة ، والنظر إلى ما حرم الله تعالى يورث ظلمة في القلب ، ووحشة في الصدر ، وخمولاً وكسلاً عن طاعة الله تعالى ، وحرمانًا من حلاوة الإيمان ، ويزين به الشيطان الوقوع في الفاحشة ؛ حتى إذا وقعت استحوذ الشيطان على القلب فلعب به كما يلعب الصبي بالكرة ، فأورده المهالك
ـــ لا تجعل الإنترنت يشغلك ويضيع وقتك فيما لا نفع فيه ، فتتجول بين المواقع والمنتديات الساعات الطوال هدرًا لساعات عمرك ، على حساب واجباتك ، وحقوق الناس عليك من أهل ، ووالدين ، وولد ، وأرحام ، أو وظيفة تكسب فيها قوتك وقوت من تعول .
• آداب المحادثة عبر الماسنجر
من الخدمات التي تتاح عبر شبكة الإنترنت خدمة المحادثة مع الآخرين "الشات" وكثيرا ما يقع البعض في أخطاء في استخدامه لهذه الوسيلة، والتي من أخطرها المحادثة بين الجنسين لغير حاجة أو ضرورة معتبرة شرعا، والتي ينتج عنها من المخاطر ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك فنؤكد على مراعاة خطورة هذا الأمر، وأن نغلق أبواب الشر والفتنة، قبل أن يندم المرء ولات حين مندم، ولنحذر وسوسة الشيطان وكيده ومكره فكثيرا ما يدخل من مداخل في ظاهرها الخير وفي باطنها الخراب والدمار. وسوف نلقي الضوء على بعض الأخلاقيات التي يجب أن نتحلى بها عند استخدامنا لهذه الوسيلة.
ـــ احترام الحالة التي يكون عليها الطرف الآخر : فكثيرا ما يكون المرء مشغولا أو قد يكون في محل عمله ومضطر للدخول إلى النت بحكم عمله وظروفه لا تسمح للتحدث مع الآخرين ومن ثم فيجب أن نحترم الحالة التي عليها الطرف الآخر (مشغول أو بالخارج) فلا ينبغي التحدث إليه في مثل هذه الحالة حتى لا نتسبب في عطلة الآخرين أو إحساسهم بالحرج إذا لم يتمكن من الرد على محدثه، وصدق الله العظيم حيث يقول ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ) النور28
ـــ الاستئذان قبل الدخول في محادثة مع الآخرين : فمن الأدب قبل الدخول مع الغير في محادثة استئذانه سواء كان ذلك بإرسال رسالة عبر بريده الإلكتروني أو عبر الشات تخبره أنك تريد الحديث معه إن كانت ظروفه تسمح بذلك، ولا تنتظر منه ردا , فإن دخل معك في الحديث فخير، وإلا فلا يكن في صدرك حرج، فقد يكون :
1- مشغولاً بقراءة موضوع معين 2 - غير موجود على الجهاز لكونه خرج للصلاة أو غير ذلك 3 - ليس هو الذي على الجهاز وإنما زوجته أو أخته وقد جعل الماسنجر يعمل بشكل تلقائي مع الاتصال بالانترنت 4 - في غمرة الرد على موضوع فكري أو أدبي مطروح وقد استجمع كامل قواه الفكرية والعقلية. 5 - مستعجلاً ويريد أن يرى رسالةً أو موضوعاً بشكل سريع فلا يمكنه الرد عليك .
ـــ المحافظة على أوقات الآخرين، وعدم الحديث دون حاجة أو ضرورة : فالوقت هو الحياة، وعلى هذا فلا تدخل مع غيرك في محادثة دون سبب، وإن احتجت إلى الحديث معه فليكن ذلك على قدر الحاجة مع الإيجاز في طرح الأفكار , فخير الكلام ما قل ودلّ ، ولا داعي للإسراف والثرثرة في الحديث فهي دليل على نقص العقل ورقة الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ ) رواه الترمذي وأحمد . وقال عطاء:'بترك الفضول تكمل العقول'. وقال القاسمي:'إياك وفضول الكلام؛ فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ، ويحرك من عدوك ما سكن ؛ فكلام الإنسان بيان فضله ، وترجمان عقله ؛ فاقصره على الجميل ، واقتصر منه على القليل .
وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، والواجبات أكثر من الأوقات، فما أحوجنا أن نكون حريصين على مراعاة شعور الآخرين وألا نتسبب في ضياع أوقاتهم ، فبعض الناس أوقاتهم من ذهب والبعض الآخر أوقاتهم من تراب أو أقل من ذلك ، والمفترض بالمسلم ألا يضيع وقته فالوقت هو الحياة، وبدلا من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه فيمكن الاستفادة بالوقت في أي عمل يعود بالنفع في الآخرة والأولى . فإذا دخلت على أحد إخوانك في برنامج الماسنجر، فإذا كان عندك موضوع معين فاطرحه .. وناقش أو خذ رأي محدثك فيه , أما أن يكون الماسنجر بالنسبة لك أداة لتضييع الوقت .... فهذا لا يليق بالمسلم ، ولا أعني أن تكون جميع المحادثات جدية ، فهذا شاق على النفس .. إنما أعني بهذا أن لا تكون عادتك أن تستخدم هذا البرنامج لمجرد إضاعة الوقت .
ـــ مراعاة عدم تغيير الاسم على الماسنجر: ينبغي مراعاة عدم تغيير الاسم على المسانجر فكثيرا ما نرى البعض كل يوم له اسم مما يجعل محدثه في حيرة لمعرفته، لأن الإنسان يعرف الشخص من اسمه الذي يتعامل به وقل أن يحفظ بريده ، فلا تجهد الآخرين في معرفتك حتى لا تشتت الأذهان وتكون سببا في حيرة الآخرين.
ـــ عدم التسمية باسم ذكر معين أو آية قرآنية على الماسنجر: العاطفة الإسلامية تجعل بعض المتحمسين يقعون في خطأ شرعي من حيث لا يشعرون، فأحيانا تجد من يسمي نفسه على الماسنجر باسم آية قرآنية أو ذكر معين ، وقد يأخذ الحديث مجراه بطريقة لا تليق بالأدب مع الله تعالى
ـــ حسن الظن بالآخرين : يجب علينا أن نحسن الظن بالآخرين وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) الحجرات12 وهذا كقول البعض " بالأمس تحدثت معك أكثر من مرة ولكنك لم ترد علي " ، أو غير ذلك من التعليقات التي لم يفعلها الطرف الآخر عامدا , والعجيب أن البعض يجزم بأنه عرف ماذا يريد الآخر وأن كلامه وصله , وأنه لم يُرِدْ أن تَرُد عليه ! فلماذا لا نحسن الظن بإخواننا خصوصا وأن خطوط الهاتف بطيئة جدا ، وكثيرا ما تحصل مثل هذه الحالات ؟ وكثيرا ما تخرج من هذا البرنامج ولكن اسمك يبقى وكأنك مازلت متصلا بالإنترنت . ولهذا علينا أن نحسن الظن بالإخوة وبدلا من أن تقول : " كلمتك ولم ترد علي " ... قل : " هل وصلك كلامي أم لم يصل ؟
ـــ الإضافة: عندما تريد أن تضيف شخصا ما إلى قائمة أصدقائك فإن عليك أن تنتبه لأمرين مهمين:
الأمر الأول: أن يكون من تضيفه رجلا إذا كنت رجلا، وامرأة إذا كنتِ امرأة .. فإنه لا يحسن بالرجل أن يتحدث مع المرأة في الماسنجر وذلك درءا للفتنة التي قد تحدث بسبب ذلك، فالشيطان يتربص بنا الدوائر، وإن كانت هناك حاجة ملحة لهذه المحادثة فلتكن على قدر ، الحاجة فقط .
الأمر الثاني : البعض يتضايق من الإضافة التي لا يسبقها استئذان ، ولهذا يفضل أن ترسل رسالة لمن تريد إضافته معك فتستأذنه في إضافته إلى قائمتك.
ـــ البدء بالسلام قبل الحديث: ينبغي قبل الدخول في الحديث أن نبدأ بتحية الإسلام وهي السلام عليكم، وإذا كان صديق لم تره أو لم تحدثه منذ زمن فعليك أن تسأله عن أخباره وتطمئن عليه، قبل الدخول في موضوع الحديث، مع مراعاة عدم الإطالة في السلام بصورة تدفع إلى الملل.
ـــ الاستئذان وإلقاء السلام قبل إنهاء الحديث: فينبغي استئذان من تحدثه وإعلامه بإنهاء الحديث معه، وألا نغفل أن ننهي الحديث بالسلام كما بدأنا
• آداب البريد الإلكتروني:
ـــ عدم الإسراف في طول وثيقة البريد الإلكتروني، وإذا تحدّثت فأوجز فإن كثير الكلام يُنسي بعضه بعضا.
ـــ الكتابة بلغة سليمة وواضحة ومفهومة للطرف الآخر.
ـــ مراعاة استخدام الصِيَغ القديمة (legacy formats) للوثائق الإلكترونية، لضمان توافقية وثيقة البريد الإلكتروني المرسَلَة مع البرمجيات القديمة التي قد تكون قيد الاستخدام لدى مستقبِل الرسالة.
ـــ تحاشي الإفراط في تنسيق الوثائق الإلكترونية، والحرص على الابتعاد عن استخدام الخطوط الزخرفية المُعَقَّدة أو الغريبة لأن ظهورها على أجهزة المتلقين سيكلفهم جهدا ووقتا، وقد لا يتمكن أغلبهم من فهم معانيها.
ـــ في الرسائل الودّية أو غير الرسمية، يُمكنك أن تستخدم في وثائقك الإلكترونية بعض الاختصارات المتداولة باللغة الإنجليزية؛ وذلك لتقليل عدد الكلمات في الوثيقة الواحدة مثل How are you واختصارها How r u
ـــ في الرسائل غير الرسمية، يُمكنك الاستعانة بالأشكال التعبيرية (Smilies) للإشارة إلى الانفعالات والعواطف التي تظهر على الوجه. وقد ينوب شكل من هذه الأشكال عن العديد من السطور
ـــ العناية بانتقاء التحية الافتتاحية للوثيقة الإلكترونية، ولاسيّما في مراسلات الأعمال والرسائل الرسمية.
ـــ الحرص على إضافة التوقيع الشخصي في خاتمة الوثائق الإلكترونية لتعريف قارئ الوثيقة بك؛ لأن الكثير من الشركات تمنح موظفيها عناوين إلكترونية غامضة (أي تظهر للمستقبِل على شكل أرقام ورموز لا تشير إلى شخص المُرسِل من قريب ولا من بعيد).
ـــ تحري الأمانة في الوثائق الشعاعية (Threads) بنوعيها الخيطية (من شخص واحد إلى شخص واحد) والتشعّبية (من شخص واحد إلى عدّة أشخاص)؛ وذلك بالمحافظة على الوثيقة الإلكترونية الأصلية والردود المحتواة فيها دون أي تغيير، ليتمكن القارئ من متابعة الردود التي أُرفقت بها.
ـــ احترام الخصوصية الشخصية (Privacy) لوثائق الآخرين التي قد تصلنا بالخطأ. وينبغي توجيه هذه الرسائل إلى العناوين الصحيحة أو إعادتها إلى عنوان المرسِل وعدم استغلال محتوياتها
ـــ احترام حقوق الملكية الفكرية (Intellectual Property) في المواد المُرسلَة عبر البريد الإلكتروني؛ لأن الاستيلاء على النتاج العقلي والإنساني سرقة.
ـــ المحافظة على محتوى الوثائق البريدية التي يُعاد توجيهها (forward- reply) إلى الآخرين؛ إذ لا يجوز إجراء أي تغيير فيها إلا بإذن مُسبَق من صاحب الوثيقة الإلكترونية الأصلية
ـــ تجنب الرسائل المسَلْسَلَة (Chain letters)، وهي رسالة يُبعَث بها إلى مجموعة من الأشخاص على التوالي، ويقوم كل فرد من المجموعة بإرسالها إلى مجموعة أخرى. وفي معظم الأحيان، يغلب على هذه النوعية من المراسلات طيش الغاية وتفاهة المحتوى فهي تندرج في قائمة المُحرّمات على الإنترنت؛ لما تسببه من هدر للوقت ولموارد الشبكة