هل حدث يوما و ضحكت بدون سبب؟.كأن تكون صامتا أو في حالة من التركيز العالي وفجأة تخطر على بالك افكارا تافهة ليس فيها من الذكاء والمفارقة ما يضحك طفلا صغيرا ومع ذلك تضحك وتقهقه بشدة..وبالرغم من معرفتك التامة بانك لست قليل الادب و ربما كنت مؤدب جدا وتمت تربيتك على احسن وجه.. إلا انك ساعتها اول ما سيتبادر الى ذهنك هو انك غير مؤدب وبالعامية المصرية " قليل الأدب " لأنه طبعا وكما يقول المثل الشائع " الضحك من غير سبب .. قلة أدب "
ولماذا لم نسأل أنفسنا ان مانطلق عليه الضحك بدون سبب يكون له في الحقيقة سبب وسبب وجيه بالطبع .. وهو التنفيس عن المشاعر الداخلية المكبوتة والتي غالبا لايمكن ان نصرح بها لأحد ونخفيها عن الجميع حتى أنفسنا , فيكون الضحك ساعتها من أهم وسائل التعبير عن المشاعر المكبوتة حتى لو كان يساوي في نظر البعض قلة الأدب .
وبالطبع فإن من يعتبرون الضحك بدون سبب قلة ادب لن يعجبهم رأي عندما اخبرهم ان الفنان الاردني الكوميدي نبيل صوالحة فكر في العام 2006 في تأسيس نادي علاجي تقوم فكرته على استخدام الضحك في العلاج .. ولا يشطح الخيال بالبعض فيتخيل الضحك علاجا للسرطان والامراض الجلدية وما سواها من الامراض الجسمية بل ان فكرة النادي العلاجي للصوالحة قائمة على فلسفة الشفاء أو التداوي النفسي بالضحك وهذه الفلسفة قديمة جدا ومشهورة جدا في الهند ولها العديد من المدارس التي تعلم هذه الفلسفة العلاجية ومما يجدر بالذكر أن لهذه الفلسفة أثرا ملموسا في تغيير نفسية الناس المتعرضين لهذا النوع من العلاج لحالة إيجابية ناجحة في الحياة.
وفكرت في نفسي كيف يمكن ان نؤسس نادي للعلاج النفسي بالضحك في مصر وتخيلت رد فعل الناس تجاه ما نزعم تأسيسه , بل وتخيلت المصريين الذين يؤمنون في قدرة أشياء أخرى على الشفاء مثل الصدف والحظ والدجالين والمشعوذين فانت تذهب للشيخ شحرور وسوف تتكفل بعض التعاويذ و الاحجبة الغير مفهومة وجزء من ملابس المريضة أو أتر الفتاة العانس بتزويجها ولا ننسى بالطبع الهدهد المصاب بالبواسير والخروف ذي البقعة الصفراء في ظهره - وبالطبع كل هذا لا يمكن ان يأتي بالشفاء – تخيلت رد فعلهم - المصريين - تجاه نادي علاجي يقوم على فكرة العلاج بالضحك , وبالرغم أن المصريين لديهم القدرة على ايهام انفسهم بأن العلاج يمكن ان يأتي عن طريق المشايخ والاحجبة وكل تلك الترهات إلا انهم من الطبيعي ألا يقتنعوا بالعلاج عن طريق الضحك ربما لأن الضحك معناه المرح والمرح والخفة والتسلية اشياء عند المصريين توضع في سلة واحدة بجوار التفاهة والسذاجة وضحالة التفكير وعندها اتخيل ان يقفل هذا النادي العلاجي بعد مرور ساعتين على فتحه على الاكثر ولن اكلف نفسي عناء التفكير بعدد الجهات التي سوف يكون همها وشغلها الشاغل مجرد تعطيل عمل مثل هذا النادي العلاجي بالضحك فهم كثر .
وشكرا