أقدمت سيدة لبنانية في مطلع الأربعين من عمرها على قتل بناتها الثلاث بوضع السم لهن في الطعام قبل أن تنتحر هي الأخرى بعد أن صورت تفاصيل العملية على شريط فيديو.
غريس كسّاب، "الأم المثالية" وفق أكثر من شخص، سمّمت بناتها الثلاث: مليسا (13 عاماً)، ماديسون (10 أعوام) وألفردا (7 أعوام)، ثم التحقت بهنّ. السيدة الأربعينية، التي "لم تعد قادرة على العيش" وفق ما جاء في تسجيل صوتي تركته قبل وداعها الحياة، أعدّت سلطة الفواكه لبناتها ببرودة، انتظرت حتى فعل السم فعلته ثم التحقت بهنّ، معلنة أنها المسؤولة كي لا يتهم آخرون.
ووقع الحادث في بلدة بحرصاف المتنية في لبنان وقد شغلت الحادثة وسائل الاعلام اللبنانية برمتها اذ من النادر أن تقع مثل هذه الحوادث في لبنان.
وفي تفاصيل الحادثة فتروي سيدة قريبة لرب الأسرة المفجوع بول للـ"الأخبار" اللبنانية أن قريبها بول، زوج غريس، يعمل في الدول العربية مربّياً للخيول. وهو كان في لبنان قبل أسبوع. أما زوجته غريس، وهي من كسروان، فهي تقيم وحدها مع بناتها الثلاث في منزل ملاصق لمنزل أهل زوجها. كما تقيم إحدى شقيقاتها في منزل قريب. وقد اعتادت غريس أن تقلّ بناتها صباح كل يوم إلى مدرسة يسوع ومريم في الرابية، ثم تعود لتصطحبهنّ بعد الظهر. لكنها، يوم الحادث، لم تخرج من البيت. ولم تنتبه الجدة، والدة بول، إلى الأمر لأنها كانت مرتبطة بواجب الخدمة في الكنيسة، وعندما عادت وجدت السيارة أمام البيت فاعتقدت أن غريس أقلت البنات إلى المدرسة وعادت.
قبل ذلك بقليل، وتحديداً مساء الأربعاء كان بول، الزوج، يتحدث مع زوجته عبر الهاتف من أبو ظبي، على ما يبدو قبل تنفيذها لمخططها، وقد أنهى اتصاله بها بالقول: "معي اتصال آخر، أعاود الاتصال بك لاحقا". لكنه عندما أعاد الاتصال لم يتلقّ الردّ. كرّر المحاولات، وعندما يئس شعر بأن أمراً غير طبيعي قد حصل فقرر العودة إلى لبنان قبل الموعد الذي كان حدّده لذلك.
وصل بول إلى بحرصاف مساء الخميس، فوجد باب المنزل مقفلاً. ولأنه لا يحمل المفتاح طلب من شقيقتها المقيمة في البلدة أن تعيره المفتاح لأنها تحتفظ بنسخة عنه، فيما ردد آخرون أنه قد يكون عمد إلى فتح الباب بالقوة. وعندما دخل إلى المنزل وجد أسرته كلها قد فارقت الحياة، وبناته يرتدين ثياب النوم، مع وجود شريط فيديو مسجّل صادرته القوى الأمنية. ومع انتشار الخبر، بدأت وسائل الإعلام بالوصول إلى البلدة.
مضمون الشريط هو السرّ الوحيد الذي لم يجرؤ أحد على إفشائه، لا همساً ولا علانية، واكتفت سيدة كانت تبكي بالقول عبر الهاتف لمحدّثها إن الراحلة كانت تقول: «ما بقى فيي عيش».
وقد أكد مسؤول أمني رفيع لـ"الأخبار" أن الفيديو الذي وجدته القوى الأمنية في المنزل "يحوي تسجيلاً بالصوت والصورة للأم، تتهم فيه زوجها بخيانتها وبإقامة علاقات خارج إطار زواجهما". وقد تأكدت هذه المعلومات للمسؤول بعد الاطلاع على شريط الفيديو في مفرزة الجديدة القضائية، مرجحة أن يكون "الزوج دخل المنزل بعدما خلعه بمساعدة بعض الجيران". ولفت المسؤول الأمني إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للتأكد من وجود شخص آخر قام بدور المصوّر أو ساعد غريس بتسجيل الفيديو، وخاصةً أن القوى الأمنية "تشتبه بأن التسجيل قد تم قبل حصول الجريمة بوقت قليل، وهو الأمر الذي يصعّب (ولا ينفي) فرضية قيام المرأة بالتصوير بمفردها قبيل الجريمة".