--(( أيهــــا الشــــاب .. عفوا .. فأنت لست وسيما ))--
ربما تلك هي الحقيقة ..
فمن المستحيل أن يكون كل الرجال
كجمال يوسف الصديق خلقة وخلقا
وأيضا ليست كل النساء كوجه القمر
لكن حديثي اليوم إليك أنت
نعم أخي
هل تنظر إلى المرآة وتفكر ...
وتتفحص خريطة وجهك
تمسك بأنفك الكبير ...
تشد فمك ..
وتضغط على أسنانك ...
وربما في النهاية تمسح على شعرك المجعد وتتحسر!
أو ربما هرب الشعر من رأسك...
وهاجرت الشحوم إلى متفرقات من جسدك ...
أو إحتل الشيب رأسك
فصرت في نظرك أنت(( قبيح )) الملامح
ربما أنت ترى نفسك هكذا
وربما تكون مأساتك التي تعيشها
كلما واجهت مسرح الحياة
وربما تحزن كثيرا رغم أنك في نعمة
ولكن
ما هي الوسامة ؟
قد نختلف في وصفها ...
لكننا لا نختلف على شيء واحد
أن الوسامة لا تكفي وحدها ..
ميزان الرجال يختلف ...
فقد يكون الوسيم تافها
وقد يكون القبيح عاقلا
قد يكون الوسيم عاصيا
وقد يكون القبيح طائعا
قد يكون الوسيم جاهلا
وقد يكون القبيح مثقفا
لماذا لا تنظر إلى نفسك بمرآة أخرى تختلف ؟!
مرآة تظهر عيوبا في مواقفك مع الرجال
عيوبا في إحترامك لأبيك ... ومراعاتك لأمك
عيوبا في إلتزامك بعملك
عيوبا في تقصيرك في حق نفسك
عيوبا خطيرة في علاقتك بربك
فكم من وجه جميل قبحته المعصية
قد تتفنن في إختيار قميص ما ...
وتقضي وقتا في تلميع حذائك ...
وتهتم كثيرا بترتيب خصلات شعرك ...
وتنسى أن تذكر من وهبك العديد من أدوات البيان
والله إنني لأتعجب عندما نقف عاجزين
أمام إنسان له جسد سليم ... ولسان سليم ... وربما وسيم ..
لكنه لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بجملة واحدة
لا يقدر على نطق كلمة ...
بإختصار لأنه سلب نعمة البيان ...
فهو فضل عني وعنك لأنه معاق
فلماذا نسيت وسامة عقلك ولسانك .... ؟!
وأتعجب أيضا عندما أرى شابا يبتسم
وهو يسب ويلعن ويتلفظ بأقبح الكلمات ..
وهو يظن أنها(( جدعنة )) ...
وربما(( رجولة )) أن ينطلق لسانه هكذا
وقد يكتب أيضا بحبر شيطاني ...
وقد يتشاجر أيضا بمنطق إبليسي ...
وقد يجر صديقا إلى معصية بطريقة جهنمية ....
وقد يغمس نفسه في النار ... بوسامته القبيحه ...
نعم ... إنه قبيح
هل شعرت يوما ما
أو لحظة ما
أنك
نعم أنت
حديث الملائكة !!
يتناقلون لقبك واسمك بينهم
لأنك تذكر الله ليلا ونهارا وفي كل لحظة
وبعد كل لقمة وقبل كل رشفة
لأنك من الحامدين
لأن قلبك يهتز عند سماعك للقرآن
لأنك تخشى الآخرة وترجو رحمة ربك
لأن قلبك يخبت عند الذكر
لأنك تشتاق إلى رؤية وجه الله
لأنك تحب أن تحشر في صحبة الصادق الأمين
لأن وجهك ينير بنور الله الرباني
لأنك تعف عن النظر إلى ما يغضب ربنا
هل أنت حديث الملائكة
إن كنت حديثهم فأنت وسيم
لن نستطيع تغيير ملامحنا
لكن لابد أن نكون على ثقة أن هناك شخص ما
في هذه الدنيا يحب تلك الملامح
تعجبه ... ويراها جميله
لن أقول الأم ... وتعلم كل الأمهات معنى كلامي ...
فكل من يرى قرة عينه قمرا يضيء في السماء ..
ولكن أنظر كيف تتأملك ؟!
وكيف تشتاق إليك وكيف تشجعك ؟!
لا لشيء فعلته
ولكن لأنك قطعة منها ... إذن للوسامة وجه آخر
ولن أقول صديقا
فربما هو تقبل ورضا منه بك ...
كما ترتضي أنت النظر إلى وجهه ...
ولكن أنظر كيف أحبك لإحسانك إليه وحسن خلقك ..
رغم أنك ترى نفسك قبيحا ...
إذن للوسامة وجه آخر
وبالتأكيد تريد أن أخبرك أن نصفك الآخر الذي ستطرق بابه يوما ...
وربما طرقته وهي الآن زوجتك ستحب وسامتك
لأنك أعطيتها شيئا تتمناه كل زوجة ...
وهي أن ترى نفسها في عين زوجها ملاكا
طائرا يرفرف بجناحيه ويظلل على قلب لا يشاركها فيه أحد ...
إذن للوسامة وجه جميل لا تحتاج لأن تراه في عيون كل النساء
والمهم أن ترى الوسامة الحقيقة
أن ينظر الله إليك
أتسمع
ينظر إليك
بكيفية هو يعلمه ... سبحانه وتعالى
وأنت تقف عند حد من حدوده ... تفر من معصية تغضبه
أن ينظر إليك وأنت تخفي حسنة ...
أو وأنت تقف بعد أن توضأت وقطرات الماء تتساقط من وجهك ...
وتشد كم قميصك ... وتخفض بصرك بعد أن وجل قلبك ...
وتستشعر معيته ... وترفع يديك وأنت ترتجف ...
وتقولها بصوت أقرب للهمس
لكنه خرج عاليا لأنه يحمل أعلى كلمة(( الله أكبر ))
أخالني أراك وأنت تتوقف قليلا ...
هربت الكلمات منك ...
لا تدري بأي سورة تبدأ ...
إنها الفاتحة ...
وأخالني أراك الآن وأنت تبحث في ذاكراتك
عن آية تقدمها بيني يدي من تخاطبه ...
لحظة
أتعلم مع من تتحدث
إنه الله ... بأي آية ستبدأ حوارك وصلاتك
إنه ينظر إليك ... إنه يراك ... إنه يعلم ما بداخلك
هل تشعر بحرارة الدمعة الآن
الآن فقط
هل ستظل حرارتها على وجهك ...
وهل ستظل تلك الرجفة في ملامحك ...
وتلك الإنكسارة المهيبة في نظراتك ....
أتمنى ذلك
ولن تستمر حرارتها إلا عندما .........
ينظر الله إليك...
وعندها فلتقلها بنفسك... لأنها الحقيقة
(( أنت وسيم جدا .... حقا إن وجهك الخاشع وسيم ))
وإن كنت وجها قبحته المعصية
فسامحني إن قلتها لك رغم وسامتك
--(( أيهــــا الشــــاب .. عفوا .. فأنت لست وسيما ))--