ذكرت دراسة جديدة من جامعة هارفارد الاميركية ان صناعات السجائر اخذت تتلاعب في الاعوام الاخيرة بمستويات المنثول في السجائر التي تصنع به، وذلك بهدف تعويد الشباب خصوصا، على تدخينها اولا ثم الادمان عليها.
وتأتي الدراسة التي نشرت في 16 يوليو الماضي، في وقت تتدارس فيه وكالة الغذاء والدواء وضع ضوابط قانونية لتداول سيجائر المنثول.
واستنتج باحثون في كلية الصحة العامة في الجامعة، ان الشركات المنتجة لهذه السجائر قد سوقت بعضا من ماركاتها التجارية، الى ما وصفوه ب”السكان المهددين” من المراهقين والشبان البالغين، وذلك “بالتلاعب بالعناصر التي يمكن تذوقها في السجائر، لأغراض تشجيع (الشبان) على البدء بتدخينها، والادمان عليها”.
وقالت الدراسة ان الشبان يتقبلون عادة سيجائر المنثول اكثر من تقبلهم للسيجائر الاخرى القوية التي لا تحتوي عليه.
وفي سجائر المنثول ذات المستوى المنخفض فان هذه المادة تغطي على قوة السيجارة، الامر الذي يسهل عملية بدء غير المدخنين بالتدخين.
ولكن، وما ان يصبح المدخنون اكثر تعودا على المنثول، فانهم بفضلون طعم المنثول الأقوى، كما قال الباحثون.
واعلن باحثو هارفارد ان شركات التبغ قد قامت بأبحاث لمعرفة كيفية التحكم بمستويات المنثول داخل السجائر، بهدف زيادة مبيعات سجائرها في السوق الموجهة نحو مجاميع محددة من السكان.
واضافوا ان الشركات “اكتشفت ان المتنجات التي تحتوي على مستويات اعلى من المنثول والتي يمكن تذوق طعم المنثول عبرها بشكل قوي، تناسب الاشخاص من المدخنين لفترات طويلة.
اما السجائر التي تحتوي على مستويات اقل من المنثول فانها تناسب أكثر مجموعات الشباب الاصغر سنا”.
وخلصت الدراسة التي نشرت في المجلة الاميركية للصحة العامة، الى القول ان 44 في المائة من المدخنين بين اعمار 12 و 17 سنة يفضلون السجائر بالمنثول، ولذلك فقد ناشد الباحثون وضع ضوابط محددة لانتاج مثل هذه السجائر.
وتيلغ حصة مبيعات سجائر المنثول 28 في المائة من مبيعات السجائر في الولايات المتحدة التي تقدر قيمتها ب 70 مليار دولار.
واتهم الدكتور هوارد كوه مؤلف الدراسة شركات السجائر بوضع “استراتيجية حاذقة جدا للايقاع بالشباب(ودفعهم) لتدخين سجائر المنثول بمستويات منخفضة، ثم وبعد ذلك تطويق الاشخاص المدخنين الذين تعودوا على تناول المنثول، باعطائهم سجائر ذات مستويات اعلى من المنثول”!