من المعروف جدا أن أي أم تريد أن تقوم بأفضل الأشياء لأطفالها الرضع ومع ذلك فإن الامهات المصابة بتصلب الانسجة المتعددة لديها خيارات صعبة جدا.
إن الرضاعة الطبيعية وهو المصدر الاساسي لتغذية الطفل قد لا يكون ممكنا ً في بعض الاحيان بسبب الأدوية التي تؤخذ للسيطرة على اعراض تصلب الانسجة المتعددة.
ومع ذلك فقد تبين أن اعتماد الأم في تغذية طفلها على الرضاعة الطبيعية قد تحمي المرأة المصابة بهذا المرض من انتكاساته و من طرق الحماية من انتكاسات المرض تأخير العودة للدورة الشهرية بعد الحمل مباشرة.
وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من تصلب الانسجة المتعددة واللائي يقمن برعاية اطفالهن نوعان النساء اللائي يقمن بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية لديهم خطر الوقاية من انتكاسات المرض لمدة سنة، وفي المقابل النساء اللائي لم يخترن الرضاعة الطبيعية لديهم فرص الاصابة بالانتكاسات في غضون شهرين من بعد الولادة.
وكتب الباحثون في دورية الجهاز العصبي على الانترنت "من المعروف أن المرأة في فترة الحمل أقل تعرضاً لإنتكاسات المرض منها في فترة ما بعد الحمل".
أيضا يتم نصح المرأة بعد اخذ الدواء أثناء فترة الحمل وأثناء عملية الرضاعة الطبيعية أيضا ً ولذلك يجب على المرضى أن يختاروا بين اخذ الدواء أو القيام بالرضاعة الطبيعية للأطفال.
قام بعض الباحثون برئاسة الدكتورة أنيت انجر جولد و زملاؤها بدراسة للتحقيق في هذا الموضوع ووضعوا تحت الدراسة 32 إمرأة مصابة بتصلب الانسجة المتعددة و 29 إمرأة سليمة وكلهن حوامل.
كانت النتيجة أنه ما يقرب من 96% من النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة يقومون بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية في مقابل 69% من النساء اللائي يعانين من المرض في صحة جيدة فيما وجد الباحثون أن النساء اللائي تخطوا الحمل ولا يقومون بالرضاعة الطبيعية اُصيبوا بإنتكاسة المرض بعد الولادة بشهرين فقط و ذلك بالمقارنة بالنساء اللائي أرضعن أطفالهن لمدة شهرين على الاقل بعد الحمل.
لاحظ الباحثون أن الرضاعة الطبيعية أيضاً تؤدي إلى تأخر عودة الدورة الشهرية إلى طبيعتها، فأحيانا قد تظل المرأة تتأخر عن الدورة شهراً كاملاً بتأثير الرضاعة الطبيعية وقد يؤدي ذلك إلى أن اعراض المرض قد لا تعود مرة أخرى.
وقال الباحثون "دراسات المناعة و الرضاعة الطبيعية تقول إن كانت الرضاعة الطبيعية وفيرة فهي تركز على مضمون حليب الثدي مما له من فوائد صحية للطفل أما بالنسبة للأم فلم يتم التأكد ما إذا كانت الرضاعة الطبيعية لها تأثير إيجابي على الأم ام لا".
والتصلب المتعدد يحدث عادة عندما يهاجم الجهاز المناعي مادة الميلين التي تقوم بحماية الخلايا العصبية ، والتصلب المتعدد يصيب 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وهو غير متناسب مع النساء اللائي في سن الانجاب، والمرض قد يسبب ألم بسيط في بعض المناطق والعجز الدائم في مناطق أخرى وتشمل أعراض المرض تخدر أو ضعف في الأطراف وفقدان الرؤية والمشي بطريقة متقلبة.