Sweet Angel .
عدد الرسائل : 405 نقاط : 56964
شارك الموضوع Share:
| موضوع: رمضان والقران........... 2009-08-22, 00:48 | |
| رمضان والقرآن بقلم: سعيد عامر الحمد لله الذي بذكره تطمئن القلوب، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين... أما بعد: فقد ارتبط رمضان في حياة المسلمين بالقرآن، وارتبط القرآن بحياة المسلمين في كل حين. نزل القرآن في ليلة مباركة في شهر رمضان: إنا أنزلناه في ليلة مباركة {الدخان: 3}، وبين الله تعالى في أي شهر هذه الليلة المباركة فقال سبحانه: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان {البقرة: 185}، وقد فرض الله على الأمة الإسلامية صيام هذا الشهر: فمن شهد منكم الشهر فليصمه {البقرة: 185}.
ومن أعظم العبادات في هذا الشهر تلاوة القرآن، فقد نزل القرآن لتحرير البشر كافة من عبودية الأحجار والأشجار إلى عبودية الله الواحد القهار، ومن هنا يمكننا أن ندرك سرّ قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان {البقرة: 185}، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل مرة في كل عام في شهر رمضان. روى البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. وبين القرآن والصيام تلازم، روى الإمام أحمد والطبراني والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة". وقد دعا صلى الله عليه وسلم أمته في قوله وعمله إلى قراءة القرآن، فروى مسلم من حديث أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه". وقال الله عز وجل: إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور (29) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور . ثواب القرآن وكم للقرآن من ثواب جزيل لتاليه، لو تعلم الأمة حقيقة هذا الثواب ما غفلت عن ترتيله. روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "ألم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". قال الترمذي: حديث صحيح غريب. وخيرية العباد مقدرة بتعلم القرآن وتعليمه. روى البخاري وغيره من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". ومثل هذا الحديث حادٍ يحدو المسلمين إلى تلك الخيرية العليا الواردة بالتبشير والرحمة والرضوان على لسان رسول الرحمن والتي تنال بتعلم القرآن وتعليمه. ومنازل السكينة والرحمة والملائكة في مجالس القرآن تلاوة ودراسة، روى مسلم وأبو داود وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده". وقارئ القرآن تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتدنو الملائكة لصوته، روى البخاري من حديث أسيد بن حضير أنه: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده؛ إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنهُ يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلما أصبح حدَّث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له: "اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن الحضير". قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا فرفعتُ رأسي وانصرفتُ إليه، فإذا مثلُ الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: "وما تدري ما ذاك؟" قال: لا، قال: "تلك الملائكةُ دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحتْ ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم". ومن فضائل القرآن أنه يصعد بصاحبه في درج الجنة على قدر ما يحفظ، فكلما قرأ آية صعد بها درجة، روى البخاري ومسلم واللفظ له من رواية عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتعُ فيه وهو عليه شاق له أجران". وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها". قال الألباني في صحيح سنن الترمذي (2914): حسن صحيح. فاجتهد أيها المسلم أن تكون مثل اثنين، فقد روى البخاري وغيره من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا حسد إلا على اثنتين؛ رجل آتاه الله الكتاب، وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل والنهار". وإن فضل تلاوة القرآن لا يقتصر على القارئ وحده، بل يتعداه إلى سامعه. روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "اقرأ عليّ". قال: قلت: اقرأ عليك وعليك أُنزل ؟ قال: "لا، إني أشتهي أن أسمعه من غيري". قال: فقرأتُ النساء حتى إذا بلغتُ: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال: "كفَّ، أو أمسك"، فرأيت عينيه تذرفان. واعلم بأن الناس مع القرآن أربعة أنواع من حيث القراءة والعمل، وقد جاء ذلك التقسيم فيما رواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح فيها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيِّب وطعمها مرُّ، ومثلُ الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة طعمها مُرٌّ ولا ريح لها". فاتقوا الله أيها المسلمون واحرصوا على تعلم القرآن، وربو أبناءكم على حفظ آياته تربحوا وتفلحوا، فالقرآن يهدي، وهو رائد ومعلم، قال الله تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم {الإسراء: 9}، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {الإسراء: 82}. والحمد لله رب العالمين. | |
|