منتديات اسطورة الشرق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اسطورة الشرق


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تمرد الشباب ظاهره طبيعيه ام ظاهرة غريبه وخطيره؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
safira
.

.
safira


عدد الرسائل : 259
نقاط : 56453

شارك الموضوع
Share: Share/Bookmark

تمرد الشباب ظاهره طبيعيه ام ظاهرة غريبه وخطيره؟ Empty
مُساهمةموضوع: تمرد الشباب ظاهره طبيعيه ام ظاهرة غريبه وخطيره؟   تمرد الشباب ظاهره طبيعيه ام ظاهرة غريبه وخطيره؟ Icon_minitime2009-08-21, 02:36

كثيرا ما نسمع عن شاب بأنه متمرد على أهله ومجتمعه وقيم مجتمعه , حيث يتصف هذا الشاب بسوء التكيف الاجتماعي , ويتمثل ذلك في عجزه عن مسايرة القيم والمعايير والقوانين في المجتمع الذي يعيش فيه , وبالتالي عجزه عن الأخذ والعطاء بطريقة سليمة مع هؤلاء الذين يحتك معهم من أفراد مجتمعه , سواء داخل العائلة أم خارجها .


ويتميز الشاب المتمرد بسوء التوافق الذاتي والذي يتمثل في الصراع بين الفرد وذاته , وعدم الرضا عن النفس , وبالشعور بالنقص أو الشعور بالعظمة , وقد يتأرجح بين احتقاره لذاته أحياناً, وبين تعظيمه لها أحياناً أخرى , فتارة ينبسط في سلوكه ويبدو في غاية البهجة وخاصة أمام أقرانه , وتارة أخرى ينزوي وينطوي على ذاته ويعاني من الشعور بالاكتئاب والوحدة وكراهيته لنفسه , مما قد يدفع البعض القليل للتفكير في الانتحار .

كما يتميز الشاب المتمرد بسوء التوافق المدرسي إن كان طالباً , أو سوء التكيف المهني إن كان عاملاً , وذلك لإخفاقه في التكيف للدراسة أو للعمل , وبسوء علاقاته الاجتماعية بأقران الدراسة أو بأساتذته أو بأقران العمل ورؤسائه . وقد لا يتصف المتمردون جميعاً بكل أنواع سوء التكيف , في وقت واحد , ولكن قد ينتقلون من عرض إلى آخر , ولكنهم يعانون جميعاً من الصراعات وعدم القدرة على التكيف لمواقف وضغوط الحياة , فيهربون من أعراض التمرد .

لاشك أن أسلوب التربية في الطفولة هو حجر الزاوية في تكييف الشاب نفسياً أو انحرافه وتمرده, ولكن هناك عوامل وظروف في حياتنا الحالية ساهمت لدرجة كبيرة في ثورة الشباب وتمرده . ولابد هنا للإشارة إلى الفرق الكبير بين ثورة الشباب السوي , وثورة الشباب غير السوي . فالأسوياء منهم ينتهجون الطرق التي يقرها المجتمع في الإعراب عن ثورتهم عن أي نظام أو سلوك أو قانون لا يروقهم , ولكن المتمردين ينهجون نهجاً آخر لا يتفق ومنطق الأسوياء , ويتخذ تمردهم صوراً كثيرة سأذكرها لاحقاً .

ولعل أهم الظروف التي تساعد على تعقيد حالات غير الأسوياء , هي حالة عدم الاستقرار الاجتماعي الذي نعيش فيه , وعدم الإحساس بالأمان , وما تنقله الفضائيات من إثارات مبالغ فيها, والأزمات الاقتصادية الخانقة .

إن من سمات المجتمع العصري الذي نعيشه الآن , السرعة والمادية , والتمتع لدرجة مبالغ فيها بأسباب الراحة التي أوجدتها التقنية الحديثة , ونشوء حالة خطيرة من كثرة الضوضاء والصراع والتنافس , لدرجة عدوان الأخ على أخيه وانتشار الجريمة والمخدرات والدعارة .... مما جعل المجتمع فاقداً لتوازنه وكيانه . كل هذا لم يحتمله الشباب خصوصاً غير الأسوياء فثاروا وتمردوا.

ويعاني بعض الشباب من الصراع الشديد بين الحرية التي يتطلبها والقيود التي يفرضها عليه المجتمع , خاصة بعد أن تضخم شعور الشباب بحقوقهم ومطالبهم . فالتمرد في طبيعة الحال ما هو إلا تعبير عن التضارب والتصادم بين القيم , وهروب من ضغوط مواقف الحياة لمن لا يتحملها , وهؤلاء هم من لم تؤهلهم نفوسهم في القدرة على التكيف الاجتماعي , ومن ثم فالتمرد ثورة وهروب , ثورة للفشل في التكيف , وهروب من توتر سوء التكيف .

يتخذ تمرد الشباب صوراً مختلفة تتميز كلها بأعراض سوء التكيف , وتتدرج هذه الأعراض من الانزواء والبعد عن الناس , إلى الاستعراض بكل الأساليب , ومنها ما هو استعراضي في المظهر واللباس , ومنها ما هو استعراضي ومبالغة في الميول والنزعات , وهذا كله يعني أن المتمرد يتكيف ويتلاءم مع متطلبات الحياة بأسلوب يختلف عن أساليب أغلب من هم في سنه وبيئته .

يهتم المتمرد بالظهور بشكل مخالف لما يجب أن يكون عليه في المظهر والشكل , من حيث الشعر – طوله وشكله – ومن حيث اللباس الضيق أو المزركش أو المزخرف , ومن حيث استعمال الأقراط والخرز والوشم في الجسم بالرغم من اعتراض والديه على ذلك , ورغم عدم استساغة كل معارفه وجيرانه لهذا السلوك , وهو لا يبالي ويجد لذة كبيرة كلما أبدى أحد اعتراضاً على مظهره ويجيب " إنها موضة وأنا حر " أو " لقد كبرت ويجب أن ألبس كما يحلو لي وليس كما يحلو لأهلي والناس " أو " الحرية يا ناس... الحرية " وعندما يحاول أحد أن يناقشه أو ينصحه يثور ويقول " يا أخي شوفوا المجتمع المنافق ... روحوا صلحوه " أو " شو عم ساوي أنا شوفوا الجرائم والرشوة والفساد يلي منتشرين بالمجتمع ..." أو " شوفوا الأجانب وين صاروا وين صرنا...".

كما يدمن هؤلاء المتمردين على سماع الموسيقى الصاخبة حتى الفجر والإدمان على الأغاني التي تحمل معاني غريبة , مشوهة , تدعو إلى ما يتنافى مع اللياقة والآداب العامة . وقد يبدو التمرد في سلوك ولغة الشاب , فنجد أحياناً الشاب الشرقي المتمرد , يتكلم بأسلوب غربي ويصطنع نغمات ونبرات في صوته ليست له , مما يجعله نشازا في البيئة , ويبدو مختلفاً في أسلوبه في الأخذ والعطاء , ويعلل ذلك بأن مجتمعنا متأخر ولابد أن يتمثل بالمجتمعات المتقدمة , ومن الطريف أن أمثال هؤلاء الشبان كثيراً ما يسلكون هذا السلوك وهم لا يجيدون اللغة الأجنبية التي يتشدقون ببعض ألفاظها , وقد يحاكي المتمرد أو المتمردة نجوم السينما الغربيين في طريقة كلامهم ولباسهم وحركاتهم .

وقد يلجأ المتمرد إلى تعاطي المخدرات والخمر , وهي حالة متقدمة في صنوف التمرد , وهو بذلك إنما يغيب نفسه عن الوجود والمجتمع الذي لا يمكنه التوافق والتكيف معه , ويسعى إلى الانفصال عن العالم الذي يعيش فيه يصل أحياناً إلى النوم في الطريق العام أو التسكع حتى الصباح , متخذ سلوكاً لنفسه لا يتفق والعرف , وغير عابئ بمن حوله من الناس . وقد يلجأ المتمرد إلى التظاهر وادعاء العلم أو الفلسفة , فيقوم بشراء ما تصل إليه يده من كتب في علوم الطب مثلاً , وهو ليس بطالب طب , أو كتب الرأسمالية والشيوعية ويجاهر بأنه شيوعي أو رأسمالي ... وهو في الواقع لا يفرق بين المذاهب السياسية والاقتصادية , كما أنه لا يجيد الكتب التي يشتريها ويخزنها أو يحملها للتعريف على نفسه , وعن انتمائه ناحية هذا المذهب أو ذاك , وقد يجاهر في كل مكان بدون مناسبة أنه " لا ديني " أو أنه " وجودي " ويشتري كتباً في الفلسفة أو الوجودية , وهو لم يفلح بعد في الحصول على الثانوية العامة , ويبرر حتى هذه فيقول " وما فائدة الشهادات , المهم الثقافة الشخصية " ويضرب أمثلة بذلك للاستشهاد فيذكر الكثيرين من الأجانب والعرب , الذين بلغوا مراتب كبيرة دون شهادة . إن مثل هذا السلوك هو في واقع الأمر وسيلة غير سوية لإثبات الذات, وقد يؤدي بصاحبه إلى الضياع أو إلى أن يصبح منبوذاً بين أفراد المجتمع , أو الانتهاء إلى مواطن لا يحمد عقباها .

لو تركنا جانباً مظاهر وسمات وسلوك الشباب المتمرد التي لا تتوافق مع ما يرتضيه أغلب الشباب وأغلب أفراد المجتمع , فما الذي يدعي الشباب المتمرد بأنه يكافح من أجله ؟ يدعي الشاب المتمرد كما سبق وذكر , بأنه يكافح من أجل ما يسميه " الحرية الشخصية للفرد " , ويدعي بأنه يحاول أن يقدم للعالم شكلاً جديداً للمجتمع , مجتمعاً تتحقق فيه الحرية الفردية , لذلك فالمتمردون يعلنون بكل الوسائل أنهم أعداء للمجتمع القائم , ويدعون أنهم متحررون وأنهم يريدون تحقيق العدالة الاجتماعية , بل إلغاء العملات النقدية , وأنهم يناهضون الحرب , وينادون بالمحبة والإخاء والسلام . والسؤال الذي يفرض نفسه , هل دوافع هؤلاء المتمردون في معارضة ومقاومة ما يرونه مخالفاً لاتجاهاتهم هي دوافع شعورية أساسها المنطق , أم أنها دوافع لا شعورية غير منطقية ؟

إن العالم منذ القدم يناضل في سبيل الحرية السياسية والدينية والاقتصادية , وينادي باستمرار بالحب والسلام , فليس هناك من جديد في مزاعم الشباب المتمرد , ولم يقدم هؤلاء صورة جديدة لمجتمع تتحقق فيه الحرية والسلام والمحبة ادعوا أنها هدفهم , إنما قدموا لنا صوراً من حياة مضحكة بوهمية , لا تعنى مثلاً بالنظافة أو اللياقة صحياً أو اجتماعياً , بل أن الكثيرين منهم انتهت حياتهم في مراحل متقدمة من التمرد , إلى دخول المصحات النفسية والسجون , كما أن البعض أنهى حياته بالانتحار .

في الواقع إن الشباب المتمرد لا يشكل مشكلة اجتماعية ذات أهمية قصوى في أي مجتمع , ففي كل العصور والأزمان سيكون هناك شباب متمرد , فقد سبق أن وجدوا وسوف يوجدون , وفي كلتا الحالتين فإن عددهم وأثرهم لا يرقى لدرجة المشكلة , بل يمكن إدراج أسبابها تحت بند أسباب نفسية مرضية , يمكن في كثير من الحالات علاجها وإدارتها .



منقول coffee1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تمرد الشباب ظاهره طبيعيه ام ظاهرة غريبه وخطيره؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ظاهرة "الحضيض القمري"
» سيف الإسلام:ما يحدث في ليبيا تمرد مسلح سينتهي قريباً
» الشمس تتعامد على الكعبة في ظاهرة فريدة
» ظاهرة أفلام المقاولات تعود للسينما المصرية من جديد
» وصفات طبيعيه لازاله التجاعيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اسطورة الشرق :: ~¤¦¦§¦¦¤~المنتديات العامه~¤¦¦§¦¦¤~ :: المـنتدى العــــــام-
انتقل الى:  

للتسجيل اضغط هـنـا